يوسف خليل السباعي
كتب الكثير عن الحيوان والحيوانية. وكان الجاحظ وجورج باطاي كتبا الكثير في هذا الموضوع، الذي يغري بالقراءة، ولايجعل المرء يسأم مما يقرأه. فالجوع عندما يتملك الحيوان يدفعه للإفتراس، حيث لايرحم فريسته، حتى يتركها عظما. المهم هو أن يشبع جوعه.
وخير مثال هو طريقة الأسد الحيوانية في الافتراس. حينئذ يشعر بالامتلاء والارتخاء، ذلك أنه أنجز مهمته على خير مايرام.
هاهنا، والحالة هذه، تكمن خطورة الأسد. هذا عن أسد الغابة. أما أسد المدينة اليوم فإنه يشبع جوعه بقمع وضرب وجرح ودفع وخبط وسحل ورفس وقنص وقتل…، إلى آخره.
وعلى ما يبدو أن قسوة الإنسان الشبعان، ابن المدينة، هي الأخطر، لأنه لايعترف بخير الآخرين، الذين أوصلوه إلى الكرسي… لقد أصبح حاكما، شبعانا، بعد أن كان جائعا، عريانا. ما أكثر الجيعانين، وما أكثر الشبعانين في مجتمع يسير نحو حتفه.
وأنا أسير، غاضبا، رفعت رأسي إلى السماء، فتبدت لي حزينة. وبعد برهة، بدأت تمطر نيرانا، وأشلاء حيوانات، وبشر… وكراسي وهراواة وشياطين وملائكة، وفوق كل هذا أمطرت أسدا.