محمد الخطابي
فى منشور تاريخيّ موريسكيّ اندلسيّ جميل لأخي العزيز الأديب المتوهّج، والباحث المثابر الأستاذ الفاضل جواد الخرّاز Jauad El Kharraz، حفظه الله حول الفرّان البلدي ومهنة مُوصّل الوَصْلة التي فوقها الخبز أو العٍيشْ (على لسان إخواننا فى مصر الفيحاء) الذي أعدّ فى المنازل مُسبّقاً كما كانت العادة فى كبرى المدن المغربية وقراها ومداشرها وأرباضها وضواحيها التي حظيت بإرث أندلسي أو بتأثير موريسكي أو من صميم تراثنا الخالد العريق قلت له: إنّ الذي أذكره بامتعاض وبحزنٍ شديد ويحزّ فى نفسي كثيراً هو ذلك النّعت المنحطّ الذي لحق بهؤلاء الذين يقتاتون بعرَق جبينهم لضمان قوت يومهم اليومي بإيصال “الوصلة” إلى منازل الناس بعد أن استوى الخبز الشهيّ واكتسب ذلك اللون المذهّب الذي يسيل له اللعاب.. أو بذاك الذي “يطرح” الخبز داخل الفرن ! حيث أصبح ذلك النعت الحضيضي، السّاقط، المُسفّ المنحطّ على لسان العديد من الأسر عندما تتوعّد، وتهدّد، وتوصي أبناءها بالدراسة والإستقامة والإنضباط وإذا لاحظوا تقصيراً لديهم فى التحصيل أوما أشبه كانوا يقولون لهم: “واش بغيتوا تكونوا طْرَارَحْ..! أو القدح المباشر نحو أيّ ولدٍ مُستهتر خمول: فكان يُسام ويُنعتُ ب ” الطرّاح”.. وهكذا لحقت هذه الصفة القدحيّة بهؤلاء الكادحين، العسيفين فى هذا المنشور التاريخيّ الموريسكيّ الأندلسيّ الجميل ظلماً وعدواناً وقهراً وقسراً وعنتاً وبهتاناً على كلّ حال.. لله فى خلقه شؤونُ.. ملحوظة: الصّورة منقولة من جدار الأخ الأعزّ الأستاذ جواد الخراز هذا الجدار الذي يتألق دوماً إشراقاً ويزدان اضاءةّ وجمالا.
له المحبّة فى كلّ ما يعمل، وفى كلّ ما يحلم، وفى كلّ ما يبدع وما أرقّ وأرقى ما يبدع.