مصطفى بودغية
دَأَبَ مَـسْـؤولو جُـمْـعِـيَّـةٍ مَدَنِـيَّة.. بِمَـدينَـتِـنا.. عَـلى تَـقْـديمِ “الْـعَـدَسِ” وَجْـبَـةَ غـذاء لِـعَـدَدٍ كَـبيـرٍ مِـنَ الأَطْـفالِ الْـمُـعاقيـن الذيـن يَـأْويـهِـمْ مَـرْكَــزٌ للجمعية.. يتَـحَـمَّـلونَ مـسْـؤولِـيَـةَ تَـسْـييـرِه.. كُـل يَـوْمٍ “عَـدَس” مَـعَ بَـعْـضِ “المُـكَـمِّـلات”.. رَغْــمَ الدَّعْــم الـكَـبيـر الذي يحْـصُلونَ عَليْهِ مِـنَ العاطِفين عَـلى هؤلاءِ الأطفالِ.. الذين غَدَرَتْ بِـهِِــمْ الْـحَـياةُ.. صار الأطفال يأكلون العدس كل يوم.. حتى أصبحوا يعتقدون ألا طعام يستحق الأكل إلا “أكلة العدس”..
ذاتَ يَـوْمٍ.. زارَهُـمْ وَفْـدٌ يُـمَــثِّـلُ “الدّاعِـميـن”.. سارَعَ المسْـؤولون عَلى المَرْكَز إلى تَـغْـييرِ “روتيـن” العَــدَس.. في مُـحاوَلةِ لِـخِـداعِ الـزّائِـريـن.. فَقَـدَّموا لضَـحاياهُـمْ شَرائِـحَ اللَّـحْـم والخُـضَرَ والـبَـطاطِـسَ المَقْلِيَّـة والفَـواكِـهَ.. جَـلسَ الأطفالُ أمامَ “وجْبَتِهِمْ الجَديدَة” دونَ أنْ يُـحَـرِّكوا ساكِناً.. وكَأَنَّـهُمْ يَرْفُـضونَ الأَكْـل..
لاحَـظَ ذلِكَ أَعْـضاءُ الوَفْـدِ.. وسَـألوا الأطْـفالَ : “لِـماذا لا تَـأْكُـلون؟..
رَدَّ الأطْـفالُ بِمُنْتَهى الْـعَـفْـوِيَّـة : “لَـكِـنْ.. أَيْـنَ الْـعَـدسُ؟.. نَـحْـنُ نَـنْـتَـظِـرُ الْــعَــدَس!