بقلم: أ. ح
هاهي بطولة موسم 2019-2020 أوشكت على نهايتها بعد أن دخلت عامها الثاني، طول هذه المدة، جاء بسبب تفشي وباء كورونا الذي فاجأ الجميع، و بعثر الأوراق، حيث توقفت البطولة لعدة أسابيع لتعود إلى الدوران، غير أن هذا الدوران رافقته عدة اختلالات بسبب إصابة مجموعة من لاعبي مجموعة من الفرق الوطنية لاسيما بالبطولة الاحترافية للقسم الأول بفيروس كورونا، حيث نتج عن ذلك تأجيل عدة مباريات لم تختم إلا بإجراء مباراة المغرب التطواني والوداد البيضاوي.
في غالب الأحيان نهاية البطولة تعرف شدا وجذبا، وهذا ما ينطبق على الموسم الحالي، الذي تتصارع على لقبه ثلاث فرق، التي أصبحت محصورة بين الرجاء البيضاوي ونهضة بركان والوداد البيضاوي، هذا الثلاثي الذي أظهر منذ انطلاق البطولة على رغبته في تحقيق اللقب، وهذا ليس بغريب عن فرق تملك عدة مواصفات لتكون في مقدمة الترتيب. الصراع بكل تأكيد سيتواصل إلى آخر دورة أو دقيقة من عمر البطولة.
لقب البطولة لن يحصل عليها سوى فريق واحد، غير أن البطولة كلما كان التنافس عليها من عدة فرق إلا وارتقت سمعتها، وشدت الأنظار في زمن انحصرت متابتعها إلا على شاشة التلفاز، وغابت حركية المدرجات، وأحيانا صداعها.
إن التنافس على اللقب بين فريقين تقليدين أو على الأقل ثلاثة لن يخدم مصلحة كرة القدم الوطنية، على باقي الفرق أن تجتهد لتساهم في تنشيط البطولة الوطنية على أحسن وجه، وكلما توسعت دائرة المنافسة على اللقب زادت بطولتنا من إشعاعها القاري.
وإذا كان الصراع على اللقب محسورا في ثلاث فرق، فالفرق المهددة بالنزول وبعد أن غادر رجاء بني ملال القسم الأول يبقى المرافق له محصورا بنسبة كبيرة بين أولمبيك خريبكة واتحاد طنجة وبنسبة قليلة نهضة زمامرة، وهذا ما سيجعل مباريات هذه الفرق بمثابة مباريات السد…
شيء آخر لابد من قوله، أنه رغم الاستعانة بتقنية “الفار” إلا أن بعض الحكام في بعض الحالات يصرون على عدم الاستعانة بخدماته، وهو ما يجعل البعض يقول من أن “الفار” يخدما فرقا على حساب الأخرى لاسيما حين يصر بعض الحكام على عدم التوجه إلى غرفة “الفار”.
بطولة هذا الموسم كانت رفيقة ببعض المدربين، الذين استمروا في مزاولة مهامهم مع بعض الفرق بفعل توقف البطولة، حيث ما أن عادت الكرة إلى المستطيل حتى بدأت الإقالات تلاحق بعض المدربين وإن كانت محدودة، فسقط أحمد العجلاني مدرب أولمبيك خريبكة، ثم تابعه رضا حكم المدير التقني للمغرب التطواني، ليصل الدور على سعيد شيبة مدرب نهضة زمامرة ، الذي أقيل بفعل تصريحاته التي رآها المكتب أنها خارجة عن الصواب على الرغم من أن التصريح كان عاديا، وقبله كان نفس الفريق قد أقال زميله يوسف فرتوت.
الأكيد أن عدد الإقالات كان سيكون أكثر، لاسيما وأن بعض الفرق انتدبت مدربين مع انطلاق الموسم الكروي ومنحت لهم إمكانات مهمة، لكن نتائج هذه الفرق تبقى جد محدودة، وتكشف أن البعض يتقن لغة الخطاب على الإنتاج.
على أي، فإن بطولة هذا الموسم هي استثنائية بكل المقاييس، بعد أن حوصرت بوباء كورونا، الذي ما زال شرسا، ويتطلب من الجميع التعايش معه بحذر في انتظر الوصول إلى لقاح علاجي، شراسة هذا الوباء في هذه الأيام الأخيرة هي ما سنراها ستطبع الدورات الأخيرة من البطولة الاحترافية للقسم الأول، التي ستختتم ببطل وبمغادرين لها نحو القسم الثاني، وهو ما يجعل أي قرار تحكيمي خاطئ يؤدي المتضرر ثمنه، وإن كانت الأخطاء التحكيمية هي واردة في ميدان كرة القدم، ولا تهم قسما دون آخر، ما يفرق بين أقسام البطولة هو أن البطولة الاحترافية تسلط عليها الأضواء أكثر من نظيرتها في بطولة الهواة، التي هي الأخرى تسير نحو نهاية موسمها، وهي محطة في حاجة إلى متابعة لأن ما نسمع عن بعض مبارياتها يحتم التدقيق فيما يقع حتى تتساوى حظوظ الصاعدين إلى الأقسام العليا والنازلين للأقسام السفلى.