يوسف خليل السباعي
ماهي القصدية من هذه الجملة؟!
أي مجتمع لايرى، لكنه الإنسان الذي يعيش في المجتمع.
الإنسان هذا الكائن الملغز الذي يعيش في مجتمع متخلف، مجتمع يرى بالأذن، حيث تغدو الأذن عينا ترى.
فالشخص العادي، لن يستوعب قط أن الأذن ترى، وعندما سينظر إلى الصورة التي سننشرها، سيستغرب، وسيعتبر ذلك غرابة، والغرابة هي ضد المألوف، والمألوف شيء تافه، روتيني، يومي، مستهلك، فيما الغرابة تدخلنا إلى عالم ملآن بالأسرار، والمغامرات، والمفاجآت، والأحلام، والخيال، والمخيال، وغير ذلك.
وعندما يقرأ الإنسان العادي، وهذا لايعني أن هناك إنسان خارق، ولكن الإنسان العادي هنا هو المطحون، الذي لايسمح له برفع الرأس، الذي سحقته الأيام، وطحنته الحكومات المتعاقبة، هذا لن يصدق أن الأذن ترى.
كيف ندخل له هذه الجملة إلى الرأس؟!
ببساطة، يمكن أن نقول له: فلان لاينقطع عن القال والقيل، أو قد تكون فلانة، لأنها ترى بأذنها، ولم ترى بعينها، فأذنها هي التي رأت وترى، وليس عينها. والأذن التي ترى لايكون قولها صحيحا، وصائبا، إنها تكون كاذبة كليا.
وهكذا تنتج الأذن الرؤية، والكلام تضمينيا تبعا لعيش مجتمع ينحدر نحو حتفه.
مجتمع الكلام لا الفعل.
مجتمع لا مصداقية له، وإنسان بلا إنسانية، إنسان عاش في الفوضى، ويعيش في الفوضى، وسيعيش في الفوضى.
هي فوضى.