هل الحياة بسيطة أم معقدة؟!

يوسف خليل السباعي

عندما تصادفنا قولة كهذه للكاتب أو سكار وايلد: “الحياة ليست معقدة، نحن المعقدون، الحياة بسيطة والشيء البسيط هو الشيء الصحيح”.

هل يمكن لنا أن نستغرب، وأن نشعر ببساطة هذه القولة ذاتها؟!… لا، أبدا.

وإذن، هل هذه القولة نابعة من تجربة الكاتب؟!… هل سمعها من جدته، أو أمه (لا ذكر للأب هنا)؟!… كيف كان مزاجه آنذاك؟… هل كان منزعجا من شيء ما؟! لا أدري. لماذا يفكر هذا الكاتب في الحياة على هذا النحو… والحياة هي أكبر من حصرها في قولة أو جملة. إنها أكبر من كل هذا؟!
ولكن لنتأمل هذا التضاد: التعقيد والبساطة. هنا يكمن التلميح إلى الشيء الصحيح وغير الصحيح.
بالنظر إلى هذه القولة يبدو، بدءا، أنها تعبير غير دقيق عن الحياة منذ بدايتها، مع أننا لانعرف نهايتها.

لنعد إلى الأسئلة: هل الحياة معقدة فعلا أم أنها بسيطة؟!… وإذا كانت الحياة بسيطة، فمن هؤلاء “المعقدون!” الذين يجعلونها معقدة؟!… يقول الكاتب “نحن”، وهذه ال” نحن” قد تكون جمعا بصيغة المفرد، بمعنى نحن تساوي أنا، وفي هذا المنحى تغدو الجملة، وفقا للقولة المذكورة أعلاه: “أنا الكاتب أرى أن الحياة بسيطة لا معقدة!”…
إن الكاتب يلمح بنظرته هذه للحياة إلى ذاته، ولكن عبر تجربة حياتية محددة.

ولكن لب هذه الفكرة هي أن هناك من يجعل من الحياة شيئا معقدا.

ببساطة: المعقدون!

من هم المعقدون؟!… إنهم، بلغة التحليل النفسي المرضى المصابين بالعصاب. وإذا كان هؤلاء ضد البساطة التي تعني تلك التفاصيل الحياتية الصغيرة السعيدة، فإنهم يضخمون الأشياء، ويجعلونها مستحيلة، بل إنهم يخافون من الحياة أصلا.

ولماذا الشيء المعقد غير صحيح؟! سؤال آخر يصعب الإجابة عنه. أليس الأمر يتعلق هنا بانعدام الحلول؟! وهل الأمر يحتاج إلى إجابة. لا. ثمة مسألة ملتبسة هي أن ” الشيء البسيط هو الشيء الصحيح”.

كيف ذلك؟!… والحالة هذه، فإن ماهو صحيح بالنسبة إلي هو غير صحيح بالنسبة إليك. وكل واحد ونظرته إلى الحياة، ولكن نظرة أوسكار وايلد تحرر الحياة من جاهزية التعقيد وتجعلها بسيطة في تفاصيلها الصغيرة السعيدة انطلاقا من تجربته الذاتية ورؤيته للحياة منتقدا كل من يجعل من الحياة جسرا تعقيديا، لأن المعقد يغيب “حقيقة” الحياة.

Loading...