“تواضع العباقرة”

بقلم: أمير العمري

أشد ما أمقت هو “تواضع العباقرة”. أو ادعاء التواضع بينما لا يوجد تواضع أصلا ولا يحزنون بل محض تمثيل. أي أن يكتب أحدا كتابا أو رواية أو يصنع فيلما، يتعب كثيرا ، ويضع في عمله خلاصة تجربة غنية مثيرة.. وعندما يطريه البعض ويثني على ما أنجزه، يقول هو – في تواضع مفتعل- إنه لم يفعل شيئا، وإن ما كتبه ناقص، أو منقوص، وإنه لا يعتبره عملا مهما بل مجرد محاولة صغيرة لا يرضى عنها، وأنه لا يعتبره انجازا أو شيئا يستحق أي اشادة أو تقريظ.. الخ. وأفضل كثيرا أن استمع لمن يدرك قيمة عمله وجهده، ويستطيع الحديث عنه في ثقة ووضوح رؤية، يحترم ذكاء من يقدرون عمله عن حق لا عن تزلف ومداهنة ونفاق، خاصة لو لم تكن هناك أصلا- أي منفعة أو مصلحة من وراء ابداء الرأي الإيجابي في عمل المبدع بل كان صادرا من أهل المعرفة المتجردين من الأهواء… فتواضع العباقرة يجعل صاحبه أضحوكة بينما هو يتصور أنه سينال مزيدا من الاطراء والإشادة بفضل “تواضعه” الزائف!

Loading...