الزمان

يوسف خليل السباعي

يغفل صاحب السلطة ( كيفما كان قد وصل لهذه السلطة، راكبا أو زاحفا) أن هناك مدمر مهلك إسمه الزمان: الزمان هذا المادي المخلوط بالتراب، والذي لاصلة بما بعد الطبيعة، هو القادر على أن يغير الأشياء.
لايعتقد أحد يمارس الظلم، والقهر، ويتلذذ بتجويع الناس، والتسلط عليهم، وتحقيرهم، ومحاربتهم، وقهرهم، وقمعهم، والتمييز بينهم، وتوزيع المناصب على ذويه، وأبنائه، وأقاربه، وأصحابه، وملأ كرشه الشره، والمنتفخ، بمالذ وطاب من المأكولات، و تمديد الرغبات والشهوات، وتلفيق التهم للناس، والحكم عليهم بمطرقته، وتغريقهم، أيضا، والاستظهار بأنه طيب، وخير في النهار، علنا، فيما هو يعقد صفقات مع الشيطان في السر ليلا، أنه سيفلت من العقاب!
إذا فلت هذا المتلذذ بعذابات ومعاناة الناس، وبتجويعهم، و وبوضعهم في زاوية التعساء، والبؤساء، والمعوزين، والفقراء، والأميين، من العقاب اليوم، واعتبر نفسه فوق كل القوانين، فإنه لن يفلت من قساوة عقاب الزمان!

Loading...