المقال

يوسف خليل السباعي

المقال، وهناك، بالفعل، كتاب مقالات، والمقال عادة مايكون طويلا ( وقصيرا في بعض الحالات)؛ أفكر في بعض كتاب المقالات، وضمنهم رولان بارت.

إن كاتب المقال، الرصين، يجعلنا نلهث وراء كلماته وجمله، لنعرف ماذا يريد أن يقول، وكيف فكر، في بحثه، ثم كتب. والأهم من كل ذلك، ذلك الأسلوب الذي كتب به.

من الصعب، أن يحيط القارئ بكل شيء. لكن خاتمة المقال يمكن إدراكها من عنوانه، وبداياته: تلك العتبة التي تجر نا إلى التسلسل والانقطاع، ثم ليس هناك فقط في المقال التسلسل والتتابع هناك أيضا الانقطاع، والاستشهادات.

إن كل كتابة لاتأتي من فراغ، ومن يكتب من فراغ هو مجنون. إن كل كتابة رصينة تستند على مرجع، و مصدر، وأقوال، وقراءات إلا أنها تحدد سبل الفصل والوصل، ولاتظل الفكرة إلا محركا يقظا يستدعي التركيب.
وعلى هذا المنوال، تغدو الذات الكاتبة حبيسة الأسلوب على اعتبار أن الٱسلوب هو الكتابة والكتابة هي الأسلوب.
إن مانكتبه لايعبر عنا، بقدر ما يعبر عن أصوات تنبثق من هذه الاحتدامات والاضطرابات والفواجع الداخلية والخارجية والتي لاتكون اللغة إلا أداة لاستخراجها!

Loading...