كرة تطوان في خطر !

ربيع الرايس     

يعيش فريق المغرب التطواني أوضاعا استثنائية منذ مدة بغياب المستشهرين مما أضعف من قدرات الفريق المادية وبالتالي من إمكانية انتداب لاعبين من الطراز الجيد. مع ظهور وباء “كورونا” تفاقمت وضعية الفريق إذ حرم حتى من مدخول الجمهور الذي رغم تواضعه كان يمكن من سد بعض الحاجيات. ومما زاد في الطين بلة إغلاق الملعب “قصد الإصلاح” وهو إغلاق يشبه العقاب لأن كل الملاعب التي أغلقت للإصلاح تم إصلاحها فعلا أو توجد الأشغال في مراحلها النهائية. إلا ملعب سانية الرمل… مما أرهق ميزانية الفريق وأثر على طريقة لعبه. ومع ذلك قاوم الفريق ومر من فترات جيدة جعلته يبتعد عن مراكز الخطر في لحظة ما، قبل توقف البطولة لمدة 15 يوم مؤخرا، ومع ظهور بوادر “ارتخاء” اعتقادا بأن النجاة قد تحققت بتجاوزعتبة 30 نقطة (تصريحات الدريدب بأنه سيلعب من أجل المركز الثالث)… فتعثرت مسيرة الفريق (تغييرغير مفهوم للاعبي وسط الميدان حيث غاب الميموني والحسناوي والصفصافي وكانوا قد أعادوا التوازن للفريق) وحصد نتائج سلبية أعادته لواقع البطولة الحالية وهو واقع يقول بأن مستويات الفرق جد متقاربة، عدا 3 أو 4 فرق والدليل هو وجود 8 فرق على الأقل في منطقة حسابات السقوط. ومن بين هذه الفرق من هو أفضل ماديا من المغرب التطواني وأكثر استقرار بتوفره على ملعب مدينته…

فالفريق لا يوجد في وضعية مأساوية بفضل مجهودات المدرب الدريدب وصبر المكتب الحالي أمام كل حملات النقد والسب الجارح. لكن، وعوض تضافرالجهود لعبور المحطات الأخيرة من البطولة (وقد يكفي الفريق الانتصار ضد م. وجدة لضمان البقاء) وعوض التمسك بالحكمة تحركت آليات النقد والضغط من جديد في وقت حساس.

وقد نتج عن هذا ارتكاب المكتب لخطأ كبير قد يعجل بنزول الفريق. فما معنى أن تغير المدرب على بعد 3 دورات من نهاية البطولة؟ وإن افترضنا إعلان الدريدب لعجزه، فهل البديل هو الإتيان بمدرب أجنبي لا يعرف من البطولة المغربية أي شيء؟ ألم يكن من المفيد اللجوء لمساعد الدريدب أو لمدرب من الفئات الصغرى أو اللجوء مؤقتا لأحد أبناء الفريق الدي يعرف خباياه؟ لقد تم اللجوء لحل أعرج قد يزيد من تعقيد وضعية الفريق من باب الخضوع لضغوطات خارجية في غير محلها حاليا. نفس الأسباب التي أضاعت النادي المكناسي والنادي القنيطري والكوكب المراكشي والمغرب الفاسي لسنوات… هي الآن تلعب لعبتها في المغرب التطواني. مكتب حائر ومقيد بضعف الإمكانيات، جهات متربصة بالفريق دون توفرها على برنامج واضح أو موارد كافية بل حتى الطريق للوصول لتلك الموارد وجمهور منه من يعبر عن استيائه بحسن نية وإن بأشكال لا تلائم الظرفية، ومنه من يلعب لعبة جهة من الجهات ومنه فئات كبيرة تضع يدها على قلبها خوفا صادقا على مصير الفريق. وفي جميع الأحوال، وخارج السب والقذف في الوسائط الاجتماعية فمنذ أكثر من سنة لم يعد لهذا الجمهور دور في مساندة الفريق في محنته وذلك بسبب الجائحة…

وقبل أن نختم لا بد من التساؤل عن معنى هذا الهوس بالمدرب الإسباني؟ ألا يتوفر الفريق على ذاكرة. فباستثناء مدرب واحد حقق للفريق العودة للقسم الأول أواخر الخمسينات ومكنه من اللعب في القسم الأول لمدة ثلاث سنوات متتالية، فشل جميع المدربين الإسبان الذين تعاقبوا على الفريق في تقديم الإضافة، وهم كثيرون (لوبيز، فينتورا، كاميلو ليس… ماكيدا…الخ) بل كانوا يخربون جهود المدربين المغاربة الذين حققوا الصعود… وحتى لوبيرا، فلقد ورث فريق بطل وفي صيغة جيدة، لكنه بعثره في فترة لا تتجاوز العامين… آش هاذ البسالة؟

Loading...