صدى تطوان
بدأت تتبلور في المشهد السياسي الوطني نوعية التحالفات التي تم التوافق بشأنها على الصعيد الجهوي، والتي ستفرز لنا رؤساء المجالس الجهوية 12 للمملكة، وبما لا يدع مجالا للشك فإن التنظيمات السياسية التي تصدرت نتائج انتخاب المجالس الجهوية لاقتراع 8 شتنبر 2021، وهي أحزاب التجمع الوطني للأحرار (196 مقعد) والاستقلال (144 مقعد) والأصالة والمعاصرة (143 مقعد) اتفقت فيما بينها، على توزيع رئاسات المجالس الجهوية بينها بالتساوي، وذلك عن طريق نشر بلاغات للرأي العام توثق مخرجات هذه التحالفات مذيلة بتوقيع المسؤولين الجهويين لهذه التنظيمات الحزبية، فنجد وفقا لهذا التوزيع أنه من المرتقب أن يقود التجمع الوطني للأحرار المجالس الجهوية لكل من الجهات، جهة – طنجة – تطوان – الحسيمة التي قادها البام وتعاقب على رئاستها كل من إلياس العماري الأمين العام السابق للحزب وفاطمة الحساني الوافدة الجديدة على التجمع الوطني للأحرار من الأصالة والمعاصرة، فضلا عن رئاسة جهة – درعة – تافيلالت التي كان يرأسها حزب المصباح في شخص الوزير الأسبق وعضو الأمانة العامة للبيجيدي الحبيب الشوباني، والحفاظ على رئاسة كل من جهة سوس – ماسة التي قادها في الولاية السابقة القيادي التجمعي ابراهيم حافيدي، وجهة – كلميم – واد نون التي تناوب على رئاستها كل من عبد الرحيم بوعيدة المستقيل من الأحرار والملتحق حديثا بحزب الاستقلال، والوزيرة المنتدبة السابقة في الخارجية مباركة بوعيدة.
فيما حافظ حزب الميزان على رئاسته لجهتي الداخلة – وادي الذهب، والعيون – الساقية الحمراء واللذان أعيد انتخاب الاستقلاليان ينجا الخطاط وحمدي ولد الرشيد رئيسين لمجالسهما الجهوية على التوالي لولاية جديدة تمد لست سنوات، فضلا على منح حزب الاستقلال رئاسة جهة الدار البيضاء – سطات التي قادها الأمين العام السابق البام مصطفى البكوري، بالإضافة لجهة فاس – مكناس والإطاحة بمحند العنصر الأمين للحركة الشعبية من رئاستها.
أما بخصوص الأصالة-والمعاصرة، فإنه من المحتمل أن يحافظ على رئاسة ثلاث جهات سبق له وأن دبر شأنها خلال الولاية السابقة، وهي كل من جهة بني ملال خنيفرة التي كان على رأسها ابراهيم مجاهد،
وجهة الشرق التي تولى مسؤوليتها عبد النبي بعوي، وجهة مراكش – آسفي التي دبرها وزير التربية الوطنية السابق أحمد اخشيشن، والقيادي البارز في صفوف حزب الجرار، فيما سيتم الظفر برئاسة جهة الرباط – سلا – القنيطرة والإطاحة برئيسها عبد الصمد السكال المنتمي إلى البيجيدي.
إن المتتبع للشأن السياسي الوطني على وجه العموم، ونتائج انتخاب المجالس الجهوية على وجه الخصوص والتحالفات التي تم عقدها بين الأحزاب الثلاثة التي تصدرتها، وذلك بالرغم من تباين نتائجها، ما يوحي بأن هناك تنسيق أو تحالف استراتيجي بين هذه الأحزاب يمكن أن يمتد إلى تحالف حكومي يقود المرحلة السياسية المقبلة لما بعد السقوط المدوي والهزيمة النكراء لحزب المصباح.