انطلقت مساء الأربعاء فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات بعروض افتراضية وحضورية في مزيج فريد لموسيقى العالم.
وأفادت جمعية لوكوس للسياحة المستدامة، المنظمة للمهرجان بين 17 و 21 نونبر تحت شعار “نحن العرائش، نحن الصداقة”، بأن عروض وندوات هذه الدورات من المهرجان ذات أفق إنساني كوني وبارتكاز مرجعي محلي من العرائش إلى العالم.
واعتبر مدير المهرجان، عبد الرحمان اللنجري، في تصريح للقناة الإخبارية المغربية M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورة تتميز ببرمجة عروض، افتراضية وحضورية، لفرق موسيقية تنتمي ل 21 بلد، موضحا أن العرضين الحضوريين تؤديهما فرق مغربية وإسبانية لتجسيد المشترك الروحي والإنساني بين الضفتين وإبراز روح التعايش بين الثقافات والديانات التي تميزت بها مدينة العرائش على مدى قرون.
وتابع أن العرضين الحضوريين يتمحوران حول الموسيقى الروحية والأندلسية المغربية والإسبانية، وأيضا حول التراث الكناوي ، الذي تسعى وزارة الثقافة المغربية إلى تسجيله كتراث إنساني عالمي.
من جانبه، اعتبر أحمد أشرقي، مدير المركز الثقافي بالعرائش المحتضن للعروض، أن النسخة العاشرة من المهرجان تأتي بعد انقطاع دام سنتين بسبب جائحة فروس كورونا المستجد وتداعياتها المادية، معتبرا أن هذه التظاهرة تعيد الروح إلى المشهد الثقافي بالعرائش ولمركزها الثقافي.
وأعرب عن الأمل في أن تواصل هذه الدورة مد جسور الارتباط والتعايش الديني والثقافي وتعزيز الدبلوماسية الثقافية بين بلدان العالم بفضل مشاركة فرق موسيقية من القارات الخمس.
وكان الجمهور خلال سهرة افتتاح المهرجان، المنظم بمناسبة عيد الاستقلال، على موعد مع سهرة حضورية احتفائية بالثقافات الثلاث بمشاركة فنانين مغاربة وإسبان، قدمتها مجموعة الموسيقى الصوفية للفنانين بيدرو بورويسو ونور كاميراطا وفيرجينيا جويل من إقليم كاطالونيا بإسبانيا رفقة مجموعة عشاق الطرب التابعة للمعهد الموسيقي بالعرائش برئاسة الفنان أحمد الدراوي، وهو عمل فني يحتفي بالتعايش الذي شهدته العرائش لقرون ومازالت تشهده إلى اليوم بين أبناء الديانات الثلاث (مسلمين ويهود ومسيحيين) .
وستتواصل العروض مع فرق موسيقية من كل من كولومبيا وبانما والأردن والمكسيك وهنغاريا والأروغواي وإسبانيا والهند والأرجنتين وصربيا وكندا والإكوادور وإيطاليا وباكستان والعراق وبلغاريا وجورجيا وبولندا وأوكرانيا وتايلاند وسنغفورة وشيلي.
واعتبر المنظمون أن المهرجان في دورته العاشرة يستمر في لعب دوره الأساسي في توطيد العمل الدبلوماسي الموازي لتحقيق الرؤية الثقافية للمغرب المنفتحة على ثقافات الشعوب والمكرسة للرؤية القاضية بتثمين المنتوج الثقافي المادي واللامادي وتوظيفه في سياق تنموي منفتح منتج ومستدام.
وأشاروا إلى أن المهرجان يأتي في سياق يعمل فيه المغرب على توسيع قاعدة الصداقات والتضامن والتعاون مع مختلف الشعوب، اتسعت لتشمل في السنين الأخيرة بلدانا من أوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، معتبرين أن هذه العلاقات في حاجة إلى الارتكاز على عمق ثقافي وبعد فني وخلفيات معرفية تاريخية مشتركة وعلى أبعاد روحية صوفية.
و م ع