يوسف خليل السباعي
لقد أتاح جسم ال”فيسبوك” “حرية” التعبير والتعليق، ليس بمعنى، أو لأقل، معاني التعبير والتعليلق، حيث تتمظهر الأهواء، والنزوعات، والتمديحات، والتشويهات، والتزييغات، والترطيبات كما نرى ذلك في صالونات الحلاقة. والأفظع أنه أصبح “الفيسبوكيون” يعبرون إما بواسطة مقالات أو تدوينات أو بوسطاطات أو منشورات عن رغباتهم وتحايلاتهم وألاعيبهم وعن أشياء وأحداث ووقائع ومايرونه ويسمعونه ويقرأونه، وكل هذا عن طريق العبارات والكلمات والجمل، وكل واحد يعبر بطريقته الخاصة بشأن الأحزاب والحكومة والجماعات، وهناك من ينشر أسماء البرلمانيين، زد على متابعة الكثيرين لإضافة الولاية الثالثة لإدريس لشكر من طرف المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، وهنالك من مع وضد، ومايجري داخل هذا الحزب المعارض، ولمن ينتسب له وخارجه، يجري في داخله، وأهل الدار أدرى بما حدث، وسيحدث، وهنالك من يعتبر نفسه في هذا ال” فيسبوك” يفهم أكثر من الجميع، ويعطي الدروس للآخرين، ولايعطي درسا لنفسه، وهنالك من يعتقد أنه مالك لل” فيسبوك” ويتجول فيه كأنه حديقته الخاصة، أو سيارته الخاصة التي يقودها بلا فرامل، ويدهس الجميع، وهنالك أيضا من لايعرف كيف يكتب، وماذا يعني له ذلك، ومن يسخر، والسخرية هامة جدا، ولكن هنالك، في الأخير، من يشتم، وهذا النوع هو الخطير، ولكن لا أحد يراجع أو ينتقد ذاته، حيث تعرف هذه الذات بأنها ليست كما يتوهم البعض أنها ممتلئة.