صدى تطوان- تطوان في 17 مارس 2022، ربيع الرايس-
تدخلت السلطات المحلية وجماعة تطوان ل”حل أزمة الفريق التطواني”، وهي أزمة ناتجة عن غياب السيولة المالية لدى الفريق وعجز المكتب لوحده عن حلها. طبعا يتوجب التوجه بالشكر لكل من تدخل لحل هذه الأزمة خصوصا والفريق على أبواب العودة لمكانته بالقسم الوطني الأول. عجز المكتب لأسباب واضحة يمكن حصر بعضها فيما يلي:
– انغلاق المنخرطين في حلقة ضيقة لا تسمن ولا تغني من جوع، مع غياب لرجال الأعمال البارزين في المدينة مما يحصر إمكانية انتخاب رئيس “مدبر”…
– ضعف المجهود التدبيري للمكتب وخصوصا على مستوى البحث عن مستشهرين ومحتضنين. فالمكتب اكتفى بتدبير ما يصله من دعم، وخصوصا منه الدعم العمومي.
– غياب الدعم المالي للجمهور بمختلف أنواعه، بحيث ظل الجمهور “يتفرج” على أزمة الفريق و”يحمد الله” منتظرا معجزة مالية. أو ظل بعضه يطالب ب”رحيل” الرئيس والمكتب مع علمه بغياب البديل. كان بإمكان الجمهور، مثلا، أن يقتني “بطائق” افتراضية للفريق كلما لعب الفريق كمستقبل. 5000 بطاقة، مثلا ، مضروبة في 30 درهم مرتين في الشهر كانت ستمكن الفريق من تفادي بعض المشاكل، بالتأكيد، رغم كون دخل الملعب لا يشكل عادة سوى 20 أو 25% من ميزانية الفرق. لكن “القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود”…
دعم السلطات والجماعة الحالي (مع تجديد الشكر) أكيد سيمكن الفريق من اجتياز آخر مراحل الصعود بأمان.
لكن؟
ماذا عن القسم الوطني الأول ومتطلباته المالية التي تتراوح ما بين 3 و4 مليارات من السنتيمات؟ هل سيواجهه الفريق بالصينية والصدف المالية؟ وإلى متى يستمر “الاحتراف” بالعيش من المال العمومي، وهل سنعيد سيطرة السياسة على الرياضة أم أن المجتمع سيتكلف بمنتوجه الرياضي؟
يجب التفكير منذ الآن فيما سيأتي حتى لا يعود الفريق للوراء. هل ناس تطوان قادرون على توفير حوالي 4 مليارات للفريق كل موسم وكيف؟
في انتظار الإجابة عن هذا السؤال، يجب على مكتب الفريق (أي مكتب) أن ينفتح على عموم أنصار الفريق وهم بالآلاف من خلال تخفيض واجب الانخراط في الفريق وتسهيله ومن خلال البحث عن كفاءات وازنة (ماليا وتدبيريا) للمساهمة في تسيير الفريق، فتوسيع القاعدة الاجتماعية للفريق سيوفر بالتأكيد أموالا وطاقات إضافية. ويجب على المكتب، كذلك، توسيع دائرة بيع بطائق الولوج للملعب المسبقة الدفع للتوفر على ميزانية قارة، علما بأن محدودية الطاقة الاستيعابية للملعب تلعب ضد فريق المدينة. وعلى المكتب (أي مكتب) ألا يعتبر نفسه مالكا للفريق ويغط في النوم في انتظار ان تمطر السماء “دعما”، بل أن يتحرك لإيجاد الدعم، فصورة تطوان كمدينة جد مشرفة، كما أن ألقاب الفريق حديثة لم تنس، زيادة على وصوله نهاية الكأس وهي أشياء ذات قيمة في التسويق…
هذا إضافة إلى كل المبادرات التي تضع جلب المال للفريق كهدف لها. فإن لم تتحرك تطوان من الآن فلن نحصد سوى الخيبات كجمهور عاشق للفريق.