في أفق توسيع مجال الدعم الثقافي بتطوان

 أنس الحسيسن

تشهد مدينة تطوان من حين لآخر تنظيم بعض الأنشطة الثقافية والفنية، ولعل آخرها مهرجان السينما، الذي امتد لأسبوع، الذي لم يعد حدثا عاديا ما دام أنه يقترب من نسخته الثلاثين. ومن شأن هذه التظاهرات أن تحرك المجالات، التي تشتغل عليها، من دون أن ننسى أن احتضان مدينة تطوان لمثل هذه اللقاءات له آثار ايجابية على قطاعات أخرى، وقد يتباين حجم هذه الاستفادة، والجهات، التي تستفيد سواء داخل المجال الترابي للمدينة أو خارجه…

وإذا كان تنظيم بعض التظاهرات، يحتاج إلى دعم، فإن ذلك يخفف من الصعوبات التي غالبا ما يواجهها المنظمون خلال عملية التنظيم من أجل إنجاح ما يبرمج ، فالأنشطة المنظمة هي في أمس الحاجة إلى مساعدات مالية لتجاوز الصعوبات، لا سيما وأن مدينة تطوان ما فتئ يرسم له أن تكون حاملة لوجه ثقافي متميز، وهي التي تعودت ومنذ عقود ماضية امتدت قبل مطلع الألفية الثالثة على حركية ثقافية كبيرة من خلال ما كان يقام بها من محاضرات، أو عروض سينمائية، أو مسرحية، وما كان يصدر بها من مجلات وجرائد كانت تهتم بعدة ميادين، كان صيتها يتجاوز الحدود الوطنية.

والحديث عن دعم التظاهرات، التي تعرفها المدينة، يجعلنا نستحضر الدعم، الذي تسطره جماعة تطوان لكثير من الجمعيات الثقافية والرياضية بالمدينة من أجل أن تقوم بدورها الثقافي والرياضي على أحسن صورة، وهنا لا بد من الإشارة أن مختلف الأنشطة من قبيل الأعمال السينمائية، أو المسرحية، أو الموسيقية، أو غيرها من الأعمال الإبداعية التي تسهر عليها مختلف الجمعيات، هي في حاجة إلى هذا الدعم، وإن كانت هذه القضية تطرح بعض الملاحظات عن المعايير، التي يستند عليها من أجل الاستفادة من المنح المرصودة لهذه الجمعيات، إذ مع كل توزيع لهذه المنح، يصبح الموضوع مثيرا للجدل وحديثا داخل الصالونات الثقافية والرياضية .

ومهما يكن من أمر، فإن في مثل هذه الخطوات، لا يمكن إلا أن تكون محل ترحاب من الفاعلين في مختلف الأنشطة. وما دام الكلام عن الدعم، الذي يخصص من الجماعة لفائدة عدد من الجمعيات كيفما كان المجال، الذي تتحرك فيه، وتبدع فيه، يبقى هادفا، فإن هناك مبادرات فردية يبدع فيها أصحابها، ويساهمون بدورهم في ترسيخ المكانة الثقافية لمدينة تطوان، ومن هذه الأعمال الفردية، ما يقوم به بعض المثقفين من إصدار بعض المؤلفات، غير أنها لا تحظى بأي نوع من الدعم، سواء خلال عملية الطبع أو بعده .

والحقيقة، أن مثل هذه الأعمال التأليفية هي الأخرى يتطلب دعمها، رغم أنها أعمال شخصية، لكنها في نهاية المطاف، تعلي من الشأن الثقافي للمدينة. وجماعة تطوان وفي إطار الدعم، الذي تخصصه لمختلف الأنشطة، لا بد لها من تشجيع مثل هذه المبادرات، كيف لا، وهذه الإنتاجات، ستزيد من تنوع الخزانة العلمية للمدينة و إغنائها.

إنه كلما توسعت قاعدة دعم المشاريع الثقافية الهادفة بما فيها المؤلفات بمختلف تصانيفها، سيرسي نهضة ثقافية في مدينة يراد لها أن تسترد إشعاعها الثقافي، وهي التي تضم الآن عددا من المؤسسات الجامعية، التي تعد من أسس تطوير المشهد الثقافي… ولعل مما ينبغي أيضا الاستفادة منه، وهذا الموضوع يلامس مجالا حيويا، هي هذه البنيات التحتية المتميزة، التي أصبحت تتوفر عليها المدينة، فالقاعات، التي تتوزع على صعيد المجال الترابي لمدينة تطوان، هي آلية مهمة في تعزيز المشهد الثقافي بمدينة تطوان، سواء كانت من قبيل الأعمال الجماعية، أو الفردية التي لا ينبغي أن يذوب مجهود مبدعيها لسبب أو لآخر.

 

 

Loading...