5 انتحارات في اقل من أسبوعين بطنجة

تواصل موجة الانتحارات التراجيدية، التي تعيشها، في السنوات الأخيرة، مدينة طنجة والمناطق الشمالية بصفة عامة، حصد مزيد من الأرواح، وعصفت هذه المرة بخمسة أشخاص في ظرف أسبوعين، من بينهم شاب عشريني مطلق حديثا، وطالبة جامعية، وأب لثلاثة أطفال، ما فتح نقاشات بين نشطاء فضاء العالم الافتراضي، الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن توالي حالات الانتحار بين المواطنين داخل المجال الحضري بشكل متسارع ومفزع، وشددوا على ضرورة التفكير في آليات وبرامج للتصدي لهذه “الظاهرة” والحد منها.

وكان آخر الضحايا شاب  يبلغ من العمر 28 سنة، عثرت عليه والدته، الجمعة الماضي قبيل أذان صلاة مغرب، معلقا بواسطة حبل سميك، يعتقد أن الهالك لفه حول رقبته وتبثه بسقف إحدى غرف منزل أسرته قبل أن يرمى بنفسه في الهواء، ويظل معلقا إلى حين أن أكتشفته والدته.

وذكر أحد سكان الحي، أن الضحية أقدم على الانتحار نتيجة أزمة نفسية كان يمر بها في الآونة الأخيرة، بعدما اكتشف أن زوجته تخونه مع أحد معارفه، إذ رغم أنها أدينت بثلاثة أشهر حبسا نافذا لم يتقبل الأمر ودخل في عزلة واكتئاب قبل أن يقرر وضع حد لحياته بهذه الطريقة المأساوية، 

حالة أخرى مثيرة راحت ضحيتها الخميس الماضي (7 مارس)، طالبة بإحدى الكليات بالمدينة، التي وضعت  حدا لحياتها داخل منزل أسرتها الكائن بإقامة الضحى بمنطقة العوامة بطنجة، إذ لم يتسن للمصالح الأمنية التوصل للأسباب التي دفعت الطالبة الهالكة (20 سنة) للانتحار شنقا، خصوصا أنها لم تكن تعاني من أي علامات لاضطرابات نفسية أو عقلية، بحسب ما أكده عدد من أقاربها.

كما شهد حي المرس بتراب مقاطعة بني مكادة،  فاجعة جديدة راح ضحيتها أب لثلاثة أطفال لا يتعدى سنه 29 سنة، الذي قام  بشنق نفسه فوق سطح منزله بواسطة حبل، وظل معلقا في الهواء إلى حين أن اكتشف أمره.

وكما هي العادة دائما، أمرت النيابة العامة بإجراء تشريح طبي على جثث الضحايا لتحديد أسباب الوفاة، وفتحت تحقيقا حول دوافع إقدام الضحايا على وضع حد لحياتهم بهذه الطريقة المحزنة، إلا أن كل الحالات صنفت ضمن خانة “أسباب مجهولة”، أو ناتجة عن ضغوط النفسية ﻭﺍلاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ نابعة عن ﺣﺎﻻ‌ﺕ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍلإﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻧﺴﺪﺍﺩ ﺍﻷ‌ﻓﻖ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺤﺮ.

Loading...