تطوان..في جلسة تأبين العلامة الأستاذ عبد الهادي الحسيسن، إجماع على المكانة العلمية للراحل

صدى تطوان

  عدد مجموعة من العلماء والأساتذة في الجلسة العلمية التأبينية، التي أقيمت في بيت العلامة الأستاذ عبد الهادي الحسيسن مناقبه العلمية وخصاله العالية، وهي الجلسة التي ترأسها الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الأستاذ أحمد العبادي.

وقد استهل الأستاذ أحمد العبادي كملته التأبينية في حق الراحل من أنه جمعته محطات خالدة معه، خاصة وأن الأستاذ عبد الهادي الحسيسن كان أحد أعضاء الرابطة المحمدية للعلماء.، الذي لم يدخر أي جهد في حضور مختلف ما تسطره الرابطة من لقاءات علمية وندوات فكرية بالمغرب، وكيف كان رحمة الله عليه شغوفا بإصدارات الرابطة العلمية.

ومن جهته، قال الأستاذ عبد الغفور الناصر وعضو المجلس الأعلى للعلماء، بأنه تعرف على المرحوم منذ عقود، حيث تقاسما التعليم بالمدرسة الخيرية بتطوان، وأضاف في كلمته، أن الفقيد فضل اختيار التعليم على أية مهنة أخرى، الذي حصل فيه على شهادة الدكتوراه في سن متقدمة على الرغم من أن عائلته كانت وقتئذ معروفة في مجال التجارة.

ومن جهته ذكر الأستاذ ادريس خليفة، العضو بالمجلس الأعلى للعلماء بمجموعة من المراحل، التي جمعته مع زميله الأستاذ عبد الهادي الحسيسن، سواء حين كان يدرسان بدار الحديث الحسنية، او خلال مشاركتهما في المسيرة الخضراء، والذي أسهب ادريس خليفة الحديث عنها باعتباره شاهدا على هذا الحدث الكبير من تاريخ المغرب المعاصر.

أما رئيس المجلس العلمي المحلي الأستاذ محمد الشنتوف فأبرز هو الآخر أهم الحقب، التي مر بها الراحل العلمية، وأهمها لما عمل أستاذا بالكراسي العلمية بالجامع الأعظم بمدينة تطوان، وما كان يقدمه من دروس في مجال الوعظ والإرشاد بمسجد “باريو مالقا”، كما ذكر باشتغالهما جنبا إلى جنب بكلية أصول الدين، وهو ما تقاسم معه أيضا عميد كلية أصول الدين الأستاذ عبد العزيز الرحموني في تدخله حين قال إن معرفته بالأستاذ عبد الهادي الحسيسن ترجع لمدة ثلاثين سنة بكلية أصول الدين، الذي كان أحد أساتذتها المبرزين، وأدى بها واجبه المهني بكل إخلاص وتفان.

وعادت كلمة الأستاذ محمد محمد المعلمي بالحضور إلى الوراء، وذكر بتعرفه على أستاذه بثانوية القاضي عياض، حين درس عليه مادة الاجتماعيات مع بداية العقد السابع من القرن الماضي، مشيرا إلى أن الراحل جعله كأحد أفراد أسرته، وحظي بمكانة خاصة لدى أولاد الفقيد، ولا سيما مع ابنه أنس.

وكان الراحل أحد العلماء، الذين ألفوا في مجال الحديث، من خلال كتابه ” الدراسات الحديثية في العصر المريني”، الذي قال عنه الأستاذ إلياس المراكشي، إن هذا المؤلف يبقى له شأن كبير في مجال الدراسات الحديثية من تاريخ المغرب.

وفي كلمة اعتراف وتقدير بما أقدمت عليه الرابطة المحمدية للعلماء من خلال مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان، الذي يترأسه الأستاذ جمال علال البختي، نوه نجل الراحل الأستاذ أنس الحسيسن بالدور، الذي قام به المركز في تنظيم وتأطير وتسيير هذه اللقاء التأبيني، شاكرا المشاركين في تأبين العلامة عبد الهادي الحسيسن، الذي قال عنه من أنه كان قريبا من أسرته، معتنيا بها أشد العناية إلى أن وافته المنية مؤخرا.

واختتمت هذه الجلسة التأبيينة، التي عرفت أيضا حضور أفراد أسرة المرحوم، وعددا من زملائه وأصدقائه، ومعارفه بالدعاء للعلامة عبد الهادي الحسيسن بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، لا سيما وأن الفقيد كان من العلماء البارزين، الذين فقدتهم الساحة العلمية، خاصة بتطوان وأحد رجالاتها البررة، الذي وهب حياته متنقلا بين تطوان وجامعة القرويين بفاس، وجامعة الزيتونة بتونس من أجل التحصيل العلمي، وبين التدريس بمختلف المستويات التعليمية بعدد من المدن المغربية.

 

Loading...