صدى تطوان
تطوان، المدينة العريقة التي تحتضن بين جنباتها كنوزا تاريخية وثقافية، تواجه اليوم تحديًا يهدد أحد أهم معالمها المعمارية. حي الإنسانشي، الذي صنفته وزارة الثقافة ضمن النسيج التاريخي للمدينة، يتعرض لتشويه ممنهج بفعل الإشهار العشوائي الذي يطمس جمالياته المعمارية ويشوه هويته البصرية.
صور مؤلمة تعكس واقعا مريرا، لوحات إشهارية ضخمة تلتهم واجهات المباني التاريخية، ألوان صارخة تتنافر مع طابع الحي الأنيق، فضاءات عامة تحولت إلى ساحات عرض تجارية، كلها مظاهر تعكس غياب حس المسؤولية وعدم احترام القيمة التاريخية لهذا الحي الذي يعود بناؤه إلى فترة الحماية الإسبانية.
نداء إلى المسؤولين
إن ما يحدث في حي الإنسانشي ليس مجرد تشويه بصري، بل هو اعتداء على ذاكرة المدينة وتراثها المعماري. يتعين على الجهات المختصة، وعلى رأسها وزارة الثقافة وكافة الفاعلين، التدخل الفوري لوضع حد “لظاهرة التشويه” وذلك بوضع معايير صارمة للإشهار في الأحياء التاريخية، مع مراعاة الطابع المعماري وألوان المباني. يجب فرض غرمات مالية على المخالفين، وتفعيل دور المجتمع المدني في حماية التراث.
إن حماية التراث مسؤولية جماعية، لا تقع على عاتق المسؤولين فقط، بل هي كذلك مسؤولية كل مواطن غيور على مدينته. على الكل أن يعي قيمة هذا التراث، وأن يساهم في الحفاظ عليه للأجيال القادمة. الإشهار ليس مجرد وسيلة للترويج التجاري، بل هو أيضا وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والجمالية للمدينة.
حي الإنسانشي ليس مجرد مجموعة من المباني، بل هو جزء من ذاكرة تطوان، شاهد على حقبة تاريخية مهمة. إنه فضاء يجب أن يبقى حيًا نابضا بالجمال والأصالة. يتعين على الجهات المختصة حماية هذا الحي، وتخليصه من قبضة الإشهار العشوائي، وإعادته إلى مكانته اللائقة كمعلمة تاريخية وثقافية.
ومن عرف منكم أين توجد لجنة حي الانسانتشي والمدينة العتيقة في جماعة تطوان ، فليخرجها من نومها العميق.