تورّي باشيِّكو، مورسيا – 12 يوليوز 2025
تحوّلت بلدة تورّي باشيِّكو الواقعة في إقليم مورسيا الإسباني خلال الأيام الماضية إلى مسرح لأحداث عنف متصاعدة، بدأت باحتجاجات شعبية على انعدام الأمن، وانتهت بمواجهات عنيفة اتخذت طابعًا عنصريًا استهدفت فئات من السكان المهاجرين.
جاءت شرارة الأحداث بعد اعتداء عنيف على رجل مسن داخل منزله، ما أثار حالة من الغضب الشعبي، ودفع بلدية البلدة إلى تنظيم تظاهرة سلمية للمطالبة بتعزيز التواجد الأمني. شارك في التظاهرة ما يقارب ألفي شخص، وبدت الأجواء في البداية هادئة ومنضبطة.
لكنّ الأمور خرجت عن السيطرة بعد مغيب الشمس، حيث ظهرت مجموعات من الشبان، بعضهم من خارج البلدة، مدججين بالعصي وقناني الزجاج، وهم يجوبون الشوارع مردّدين شعارات مناهضة للمهاجرين. اندلعت مواجهات بين هذه المجموعات وسكان من أصول أجنبية، خصوصًا في حي “سان أنطونيو” الذي تقطنه نسبة عالية من المهاجرين.
وأفادت تقارير أمنية بوقوع إصابتين على الأقل، فيما تم إحراق حاويات قمامة وتخريب عدة سيارات، وسط حالة من الفوضى والرعب. وأكدت مصادر في الحرس المدني اعتقال شخص واحد على خلفية الأحداث، مع احتمالية توقيف المزيد بعد تحليل كاميرات المراقبة.
في أعقاب هذه الأحداث، نشرت السلطات الإسبانية قوات إضافية من وحدات الأمن الخاصة (USECIC وGRS) بهدف فرض الاستقرار ومنع تفجّر موجة جديدة من العنف، خصوصًا مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع.
الاستقطاب السياسي لم يتأخر.
زعيم حزب الشعب المعارض، ألبرتو نونيث فيخو، دعا الحكومة إلى تعزيز الأمن فورًا ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات، بينما اتهم حزب “بوديموس” اليساري حزب “فوكس” اليميني المتطرف بالتحريض المباشر ضد الأجانب، مطالبًا باستقالة مندوبة الحكومة في الإقليم على خلفية “الفشل في احتواء خطاب الكراهية”.
من جهته، عبّر عمدة البلدة، بيدرو أنخيل روكا، عن قلقه من دخول “عناصر غريبة” إلى المدينة، معتبرًا أن سكان تورّي باشيِّكو “ليسوا عنصريين، بل ضحية لمجموعات تسعى لزرع الفتنة”، على حد تعبيره.
في الأثناء، لا تزال منصات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا حاسمًا في تأجيج الأوضاع، حيث رُصدت دعوات منظمة عبر قنوات تيليغرام وصفحات مجهولة الهوية تدعو إلى “مطاردة المهاجرين” في أحياء معينة، ما أثار تحذيرات منظمات حقوقية من اتساع دائرة العنف والعنصرية في المنطقة.
وسط هذا المشهد المضطرب، يبقى سكان البلدة، سواء من المواطنين أو المهاجرين، في حالة ترقّب وقلق من انفجار الوضع مجددًا، في ظل غياب حلول جذرية تعالج أسباب التوتر الحقيقي، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأمنية.
- Facebook Comments
- تعليقات