أنس الحسيسن
انتهت النسخة الثانية لكأس الأمم الإفريقية للسيدات، التي احتضنها المغرب في الأيام الأخيرة، حقق فيها المغرب المرتبة الثانية بعد أن انهزم المنتخب المغربي في المباراة النهائية أمام نيجريا ب 2-3. وخلفت هذه الهزيمة ردودا عديدة في حق الحكمة الناميبية، التي ألغت ضربة جزاء بعد تدخل من غرفة “الفار”، وهو ما قد يكون قد أثر في اتخاذها للقرار الصائب، خاصة وأنها لأول مرة تقود مثل هذه المباريات، وهو ما دفع المغرب إلى الاحتجاج على قرار الحكمة الناميبية…
وإذا كان هناك من خطأ، وصعوبة الإقرار بذلك من طرف الجهاز الوصي على التحكيم بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فإن ذلك سيكون جسيما، وأثر على نتيجة المباراة، ونالت به نيجيريا لقبها العاشر . وبعيدا عن التحكيم النسوي الناميبي لهذه المباراة، فإن الكرة النسوية الوطنية عرفت تطورا في السنوات الأخيرة في ضوء الدعم، الذي تخصصه الجامعة للبطولة النسوية.
ولعل في استقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 26 لعيد العرش المجيد،للاعبات المنتخب الوطني، تكريس لاستمرارية الدعم الملكي للنهوض بالرياضة، وتحفيز لما يقطعه المنتخب النسوى لكرة القدم من خطوات مضيئة، لا سميا وأن المغرب سيكون على موعد آخر من هذه المنافسة الإفريقية في سنة 2026، وسيكون لهذا التاريخ أهمية قصوى على اعتبار أن هذه النسخة هي مؤهلة لنهائيات كأس العالم للسيدات، التي ستحتضنها البرازيل في سنة 2027، ومن هنا فإن التحضير للنسخة المقبلة لن يتأخر، ويتطلب إعادة النظر في بعض ما قد ينبغي تصحيحه في أقرب الأوقات، لاسيما على مستوى التركيبة البشرية للاعبات بالانفتاح أكثر على البطولة الوطنية، التي أصبحت تحظى بدعم مالي مهم ينتظر أن يواكب بارتقاء المنتوج الكروي لنكون منتخبا أكثر قوة، ونجاعة، له قاعدة واسعة من اللاعبات، اللواتي بإمكانهن إعطاء قيمة إضافية لما أنجز.
نسخة “الكان” للسيدات من شأنها أن تترك بعض الدروس والعبر، والمغرب مقبل على احتضان نهائيات كأس الأمم الإفريقية للرجال، حيث يبقى التتويج باللقب طموحا للجميع، ما دام أن المغرب له لقب واحد حصل عليه في سنة 1976 حين كانت العناصر المغربية كلها مشكلة من البطولة الوطنية، التي كانت تعج بأسماء كبيرة، وكان أحد صناع هذه الملحمة اللاعب الراحل أحمد فرس.
الآن تغيرت معطيات كثيرة في تشكيل المنتخب بعد أن أصبحت هناك منافسة خاصة للاعبين المحليين “الشان”، التي سيدخلها المغرب قريبا بكينيا فيما سيكون على موعد مع احتضان “الكان” مع نهاية هذا العام، وهي التي لها نكهة خاصة، و تمتاز بحضور اللاعبين المحترفين، وهو ما يعطي هذا المونديال الإفريقي مكانة متميزة في المنظومة الكروية العالمية، ومن خلاله ستشتد الأنظار إلى المغرب.
وعلى ذكر المنتخب المغربي، فقد شهد ملعب سانية الرمل بتطوان بعض مباريات المنتخب الوطني في بداية العقد السابع من القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ غابت مثل هذه المباريات عن هذا الملعب، ومن هذا الحجم، الذي كان من الملاعب القليلة وقتئذ يتوفر على عشب طبيعي رفيع الجودة، هو غياب ساهم فيه عدم تطور البنيات التحتية لملاعب كرة القدم بالمدينة حتى تحظى باستقبال مثل هذه المنافسات لكرة القدم، وستبقى جماهير هذه اللعبة تنتظر دورها في احتضان تظاهرات مستقبلية، لا سيما وأن جماهير هذه المدينة شغوفة بكرة القدم، أو لأنواع رياضية أخرى، التي تجرى بداخل القاعات المغطاة.
أختم بالقول من أن تنظيم أي منافسة رياضية، وتنتهي بحمل اللقب، فإنها تخلق سعادة ولو لحظية، ما دامت أن نتائج المباريات بمجرد ما تنتهي حتى يدخل المتبارون في مرحلة تحضيرية أخرى، تنسي الجميع ما حصد سابقا، ويبقى الأهم هو الاستمرار في العمل، ودراسة الواقع بعيون فاحصة وثاقبة لتحقيق المبتغى…







