أنس الحسيسن
يعيش المغرب التطواني دينامية، قادها في المدة الأخيرة رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم عبد السلام بلقشور، والهدف هو ايجاد أرضية صلبة يقف عليها الفريق في أفق انبعاث كوة ضوء لرأب الصدع لتعبيد الطريق لمكتب يضخ دماء جديدة في طريقة التدبير.
بطبيعة الحال، لا يمكن لأي محب لهذا الفريق إلا أن يبارك مثل هذه الخطوات، لأنها في آخر المطاف لا تخدم مصلحة المغرب التطواني فحسب، وإنما كرة القدم الوطنية، فالمغرب التطواني كان قد دخل سجل أول المتوجين بالبطولة الاحترافية، والذي ينتمي إلى مدينة لها موقع خاص، ومتميز، تاريخيا،وحضاريا، وثقافيا، وأصبحت مع موسم الصيف قبلة لآلاف ا الزوار، كل هذا وغيره يشفع لها بأن تعود رياضيا إلى قسمها الطبيعي، بالرغم من إيماننا من أن عودة الفريق إلى القسم الأول يتحدد بنتائج المباريات…
ما يجتازه المغرب التطواني لا ينبغي أن يعمر، وقد، أشرت سابقا إلى أهمية أن يبادر مكتب المغرب التطواني بتأسيس لجنة للحكماء أسوة بما أقدمت عليه الرجاء البيضاوي منذ سنوات، لجنة تضم مسيرين سابقين للفريق يشهد لهم بكفاءتهم وتجربتهم الطويلة في عالم التسيير، حيث تستشار هذه اللجنة حين تستعصى النوازل، للخروج بحلول، تجيب عن الإشكاليات المطروحة على طاولة النقاش.
وخلال الجمع العام الأخير للمغرب الفاسي، شكلت لجنة للحكماء، من دون شك، سيكون لها نفس الأهداف، التي تأسست بها لجنة الحكماء للرجاء البيضاوي بهدف تخطي الإشكاليات، التي لا تجد الحل ممن هم في المسؤولية.
هذه مناسبة، بأن يتجدد هذا الاقتراح، وأن نرى للمغرب التطواني لجنة للحكماء، يرجع إليها كلما وجد الفريق نفسه في حاجة إلى من يساعده على حل بعض القضايا الطارئة، وهذا من دون أن نغفل دور مؤسسة المنخرط، التي هي الأخرى لا تنحصر مهامها في عملية التصويت على هذا الرئيس أو ذاك، وإنما متابعة ومناقشة ووضع تصورات جديدة تقوي مسيرة الفريق، ولعل هذا ما زال ينقص مؤسسة المنخرط، ذاك أنه باستثناء بعض الفرق، التي لا تتعدى أصابع اليد، فإن باقي الفرق لا يقدم منخرطوها القيمة المضافة لعملية التسيير، ما دامت تشكيلة المنخرطين تبنى في كثير من الأحيان على الولاءات لهذا الطرف أو ذاك.
ولعل ما تعرفه كثير من الجموع العامة، من غياب لدور المنخرط، أو تغييبه، هو ما دعا المكتب المديري للجامعة في اجتماعه الأخير إلى تكوين لجنة يعهد إليها مراقبة وتصحيح مؤسسة المنخرط للقيام بالمهمة، التي من أجلها أحدثت.
أعول للقول إن لجنة للحكماء، حان وقت تأسيسها أمام ما يعرفه الفريق من تباين في الرؤى بين المتداخلين، حيث أننا بدأنا نرى تداخل في تسيير دواليب الفريق من خلال من له الحق في معالجة الأمور بحكمة ورزانة، هل المكتب المسير، هل المنخرط، هل الفصائل الكروية، هل المؤسسات الداعمة للفريق؟
في الحقيقة هم مجموعة من المتداخلين في اللعبة، بطريقة أو أخرى، وكل واحد له قسط في دعم الفريق وإنجاحه، شريطة احترام كل طرف المهام المنوطة بها ، إذ كلما تداخلت الاختصاصات إلا واستعصت الحلول، وقد يزداد الوضع تأزما، لا سيما إذا ظن البعض أنه وصي على الفريق ، وهنا حري بالذكر، الوقوف الى دور الجمهور في المساندة، ودعم الفريق في المدرجات، باعتباره يشكل اللاعب رقم 12.
على كل حال، مما لا ريب فيه، أن مكانة المغرب التطواني تكمن بالعودة إلى القسم الأول، وما دامت هناك إرادة، ولا أدل على ذلك من المبادرة الأخيرة لرئيس العصبة الاحترافية للقسم الأول في تذليل الصعاب و أن تكلل الجهود بالنجاح حتى تكون ضربة انطلاقة المغرب التطواني صحيحة وسليمة تعمل قطيعة مع لازمة رفع المنع…