تطوان: إلى الدكتور “العميق” امحمد بنعبود نتمنى لك زيارة المزيد من المتاحف العالمية ما دمت شخصية عالمية !
ربيع الرايس
لن نطيل مع د. بنعبود في الكلام وسنتركه يمارس دفاعه عن تراث المدينة وزياراته لكبريات المتاحف العالمية التي تتوفر على مطاعم ومقاه… فقط سنوضح له بعض الأمور ولو إنها من الواضحات. اسم صاحب المقال موجود مباشرة تحت عنوان المقال وهو ليس بالمجهول، عكس ما ذهب إليه الدكتور. لن نلومه على جهله بطبيعة العمل الصحافي، فذلك ليس من اختصاصه. صاحب المقال كما هو مبين في المقال هو ربيع الرايس والدكتور يعرفه شخصيا لكونه سبق أن أجرى معه حوارا سابقا منذ مدة حول “سجن المطامر”. فالمؤلف ليس بمجهول بل صحافي مهني يهتم، من موقعه، بشؤون المدينة ويوقع مقالاته باسمه. لا يهمنا هنا ما يجري في المتاحف العالمية الكبرى، بل تكلمنا عن حالة ملموسة تتعلق ب”دار البومبا” التي تحولت كلها لمقهى ومطعم وهو ما نفاه الدكتور في تدوينته الأولى موضوع مقالنا. وليست لنا سلطة الإجابة عن سؤال الدكتور وهو يقول “كلما في الأمر أن المقهى تم بناءها فما المفعول الآن؟ نحن أمام الأمر الواقع. هل نقترح هدمها بمال الشعب؟ أم ونشغلها ما دام بناؤها أصبح واقعا؟ …”. نترك للدكتور تساؤلاته وهو المهتم بتراث المدينة والملم بواقع المتاحف العالمية الكبرى. أما دورنا كرجال صحافة فهو الإخبار بواقع الحال وهو استنكار تحول معلمة تاريخية إلى مقهى ومطعم فقط… وحتى إن تم “هدمها بمال الشعب” فمال الشعب هو من هيأ المكان وأصلحه ليتم استخدامه كاستثمار خصوصي…
دكتورنا العميق، امحمد بنعبود، نعتذر كثيرا إن لم نكن في مستواك حتى لا نكتفي ب”النبش” وندخل معك في “النقاش المثمر” كما تراه من برجك الأكاديمي العالي، فنحن مجرد “سخافة محلية” حسب تعبيرك الأكاديمي الدقيق “تجانب انتقاد الأوضاع مقابل الدعم الذي تأخذه من الجهات التي يجب أن تنتقدها” (نشكرك بالمناسبة على المقام الجميل الذي تضع فيه الصحافة المحلية بتطوان). حقيقة أزعجناك وشغلناك عن الجهر بالحقيقة المثمرة على عادتك، ولم تعد لدينا حتى الرغبة في تذكيرك بعشرات القضايا والمواضيع التي مرت في فضائنا المشترك ولم نسمع لك فيها من صوت. ومن نحن حتى نسمح لأنفسنا بتوجيهك للمواضيع التي عليك تناولها؟ نتمنى لك زيارة المزيد من المتاحف العالمية ما دمت شخصية عالمية، أما نحن فمجرد “سخافة محلية” ونستسمح عن إزعاج خلوتك الصيفية الفكرية العميقة وجذب انتباهك ل”نبشنا” السخيف. فقط نشير إلى أن تعميمك الشعبوي الجارح القاضي بكون الصحافة المحلية مجرد ” سخافة محلية” قد يدفع هذه الصحافة للاقتراب أكثر من إنجازاتك العلمية الباهرة وتصفحها… كما أننا نهمس في أذنك بكونك لست مخولا لكي تحدد لنا المواضيع التي يتعين علينا التطرق إليها… ناقش أنت “مسجد البقاليين”، واذكر للناس “أسماء المؤسسات والمسؤولين عن هذه الفضائح” مادام ليس هناك خير ينتظر من “السخافة المحلية”.. أما نحن، فنشق طريقنا بإمكانياتنا المتواضعة وباختياراتنا التحريرية المستقلة عن كل جهة، بما فيها جهتك بنقاشاتها “العميقة والمثمرة”…
نقطة، انتهى الموضوع !