في انتظار تطوير البنية التحتية لكرة القدم

أنس الحسيسن

تطورت البنيات التحتية الرياضية في المغرب في المدة الأخيرة بشكل لافت، خاصة فيما يخص ملاعب كرة القدم، التي تأتي والمغرب يستعد لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا، التي لم تعد تفصلنا عنها سوى أيام معدودات.

مجموعة من المدن استفادت من بناء أو إصلاح الملاعب، التي كانت محل إشادة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، أو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وأنجزت في مدة قصيرة حتى يكون المغرب جاهزا في استقبال أشقائه الأفارقة، الذين أصبح عديد من منتخباته تفضل المغرب في استقبال مبارياتها الدولية.

وإذا كان استقبال هذه التظاهرة الإفريقية قد اقتصر على بعض المدن بعدما لم تستفد من ذلك، خاصة مدينة تطوان، التي كانت حين تقدم المغرب بأول ترشح له لاستضافة كأس العام، مرشحة ببناء ملعب جديد يناسب حجم العرس العالمي لكرة القدم، غير أن ذلك مع مرور الوقت لم ينجز على الرغم من أن المشروع وإلى وقت قريب كان حاضرا في السنين الأخيرة.

من المقترحات، التي تطرح فيما يخص المرافق الرياضية بتطوان إصلاح ملعب سانية الرمل في أن تتوسع مدرجاته وتتحسن مرافقه ومحيطه، لكن إلى يومنا هذا ما زال المشروع لم يدخل حيز التنفيذ، وسيكون من الأهمية بمكان إصلاح ملعب سانية الرمل، على الرغم مما يقال قد يقال من أنه يوجد في وسط المدينة، وهذا ليس بمعيق في أن يتوسع، ما دام أن في عدة دول مجاورة بها ملاعب في وسط المدينة، وتتسع لآلاف الجماهير الرياضية، ويتعايش محيطها السكني بهذه الملاعب.

ومن العوامل، التي تقوي التسريع بإصلاح ملعب سانية الرمل أو إنجاز ملعب جديد بتطوان، أو هما معا، هو هذا الشغف الكبير لجماهير تطوان بكرة القدم على مر التاريخ، حيث في مباريات كثيرة تضيق مدرجات ملعب سانية الرمل بالجمهور، لا سيما حين يزاول المغرب التطواني لكرة القدم بالقسم الأول.

حقيقة لقد طال الانتظار، وهو انتظار ينتظر على أن لا يطول، لتحظى مدينة تطوان بمعلب يناسبها، وهو ما سيجعل حظوظها عالية في احتضان مباريات دولية أسوة بباقي المدن، التي اختيرت لاستقبال تظاهرة كأس افريقيا وكأس العالم.

هذه مناسبة في أن يتجدد هذا المبتغى الرياضي، حيث في كثير من المناسبات الكروية، ترفع جماهير ملعب سانية الرمل لا فتات تطالب بهذا المشروع، والأكيد هو أن رسالة الجماهير هي مفهومة، ووصلت إلى الجهات المختصة.

على أي، فإن الحديث عن هذه البنية التحتية، يعرف مدا وجزرا بحكم كما قلت في أن مشروع بناء ملعب جديد بمعلب كرة القدم كان مطروحا إبان ترشح المغرب لاستقبال كأس العالم وفي وقت لم تكن بعض المدن مرشحة لذلك، التي أصبحت الآن جاهزة في تنظيم العرس الإفريقي وبعده العالمي، وهنا قد يطرح سؤال عن الأسباب التي جعلت سواء توسيع ملعب سانية الرمل أو بناء ملعب جديد يتأخر؟

أعود للتذكير باحتضان ملعب سانية الرمل لمباريات المنتخب المغربي في كرة القدم، حيث كان عشب ملعب سانية الرمل إن لم نقل أحسنه بجانب ملعب البشير المحمدية بالمغرب، وهو ما كان يشجع المنتخب المغربي في أن يلعب على هذه الأرضية إلى جانب جماهير تطوان الشغوفة بكرة القدم، التي نراها رغم نزول فريق المغرب التطواني إلى القسم الثاني تبقى الداعم الأكبر له سواء داخل ملعب سانية الرمل أو خارجه، هي جماهير تستحق أن ترى في أن يعود هذا الفريق إلى مكانه الطبيعي بالقسم الأول في أقرب الآجال على أن تكون هناك قطيعة مع سياسة “المصعد”.

بقيت إشارة إلى أن في إنجاز مرفق رياضي لكرة القدم بتطوان، يتلاءم مع وزنها من شأنه أن ينعكس ايجابا على الدورة الاقتصادية للمدينة، خاصة وأن في استقبال مباريات من قيمة المباريات الدولية سينعش مجموعة من القطاعات، ولعل أهما القطاع السياحي والخدماتي ولمدة طويلة من فصول السنة مما يؤكد ارتباط كرة القدم بمجموعة من البنيات التحتية الضرورية والانتعاشة الاقتصادية في عملية التنمية.

 

 

 

 

 

 

 

Loading...