ربيع الرايس
في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لفرش طرقاتها بالأسفلت الذكي والخرسانة الملساء، أبى السيد الرئيس والبرلماني “أحنين” إلا أن يكون متميزاً كعادته، مفضلا العودة بجماعة أزلا بإقليم تطوان، وتحديداً منطقة “بني معدان”، إلى العصور الجيولوجية الأولى.
لم يعد سكان “دار اعلالو” بحاجة للسفر إلى جبال الأطلس لممارسة رياضة “التسلق” أو عبور الوديان، فقد جلب السيد الرئيس الجبل والوادي والمستنقع إلى عتبات بيوتهم. هذه الطريق ليست مجرد مسلك، بل هي “لوحة سريالية” تدمج بين الحجر، الطين، وبقايا أحلام التنمية، لتشكل لوحة فنية لا يفهم كنهها إلا الراسخون في “فن التهميش”.
وبفضل “حنكة” الرئيس، سيستغني سكان المنطقة عن مراكز التدليك؛ فمجرد مرورك بسيارتك (التي ستودعك غالبا في منتصف الطريق) فوق هذه “الحفر الاستراتيجية”، سيمنح جسدك حصة “فيزيو-تراپي” مجانية من الارتجاجات القوية التي تعيد ترتيب عظام القفص الصدري، وتختبر مدى قوة صبرك وإيمانك بالوعود الانتخابية.
ومن مميزات طريق “أحنين” الجديدة نظام حماية من السرعة فمن المستحيل أن تتجاوز سرعة 5 كلم في الساعة، مما يجعلها الطريق الأكثر “أمانا” من حوادث السير (لأنه لا توجد سيارة تستطيع السير أصلاً).
وميزة أخرى هب الحفاظ على التراث فالأحجار المبعثرة تعطي انطباعا بأن المنطقة شهدت معركة تاريخية بالأمس، مما يعزز الحس التاريخي لدى الأجيال الصاعدة.
لا يسعنا إلا أن نهنئ السيد البرلماني على هذا “الإنجاز العظيم” الذي ينضاف إلى سجل إنجازاته الحافل بـ “الصمت والجمود”. لقد أثبت السيد أحنين أن شعار “التنمية” في قاموسه يعني ترك الأمور للطبيعة، لعلها تفرز تضاريس جديدة تليق بصمود سكان بني معدان والنفوذ الترابي لجماعة أزلا.
هنيئاً لكم يا سكان أزلا.. فأنتم تعيشون في “متحف جيولوجي” مفتوح، بفضل رئاسة لا يرف لها جفن!







