صدى تطوان: الانضباط في الملاعب أو خارجها آلية للنجاح

بقلم: عضو هيئة تحرير صدى تطوان.

بعد كل مباراة، يقدم المدربون واللاعبون تصريحات، تتم الإشارة فيها لاسيما من طرف الفريق الفائز بتجاوب اللاعبين مع التعليمات والتوجيهات، التي يوجهها المدرب، ولا تخرج هذه الملاحظات عن قواعد أية مباراة، وتتمثل في الجوانب التقنية والتكتيكية والذهنية، هي عناصر نجملها في كلمة الانضباط، وعليها تكتسب المباراة أو تخسر..

هذا الانضباط هو الذي نعيشه هذه الأيام، لكنه خارج الملعب، حيث العالم يجتاحه وباء كورونا، اضطرت معه أغلبية حكومات الدول تطبيق الحجر الصحي، إذ تجاوزت الساكنة التي أدخلها فيروس كورونا إلى البيوت أكثر من أربعة ملايير نسمة وخضوعها لقيود غير مسبوقة.

ويشدد المسؤولون على أهمية تطبيق –الحجر الصحي- لآنه يبقى الوسيلة الناجعة لحد الساعة في مواجهة كوفيد 19 ما دام الوصول إلى لقاح يقضي على هذا الوباء حبيس المختبرات وصراع الكبار…

الصين، الذي انطلق منها الفيروس كانت مضطرة إلى فرض الحجر الصحي على أراضيها، واستطاعت بعد أسابيع الخروج من الحجر الصحي بفعل مفعول الانضباط، الذي سارت عليه الأوضاع، على الرغم من أن هذا البلد واجه بعض الانتقادات والمعلومات، التي أحاطت بهذا الوباء…

كما أعلنت ألمانيا تحكمها في تفشي الوباء، وهي الأخرى لم تخرج عن نفس المنهج بفرض القيود.

كلمة الانضباط من جملة ما تعنيه لغويا (علوم النفس) : الانضباط الذاتي، وهو السيطرة على الذات، أو التصرفات بهدف التطوير، والتحسين الشخصي، وهذا التعريف هو ما يناسب ما يقع في مباريات الكرة أو غيرها في مجالات تطوق حياتنا اليومية.

وإذا كان الانضباط سواء في الرياضة أو في غيرها من القطاعات، فإنه وفي ظل الظروف الاستثنائية، أضحت تجلياته في اتباع التوجيهات، التي تسنها السلطات المغربية المختصة من أجل تجاوز هذه المرحلة الصعبة، من الأهمية بمكان.

نسبة كبيرة جدا من المواطنين يطبقون هذا الحجر الصحي سواء بالتزام البيت أو ارتداء الكمامات، وقلة قليلة تضطر معها المؤسسات الرسمية إلى متابعتها قضائيا، وإن كان الرقم ليس صغيرا، وهذا كله بسبب عدم الاكتراث بمجموعة من التوجيهات، التي هي ورقة الانتصار . فما أحوجنا أن يرتفع منسوب الانضباط في هذه الأيام لتفادي مزيد من الإصابات في صفوف المواطنين، وكلما حرص الجميع على جعله من أولوياته في تدبيره لحياته اليومية، إلا وكان الخروج من هذه الوضعية الوبائية سريعا.

في الحقيقة علينا تدبر مباريات الكرة، التي لا تأتي نتائجها الايجابية عشوائية، ومن باب التاكيد، فإن هذه النتائج التي تسعد أنصار هذا الفريق أو تحزن الآخر، هي نتيجة لهذا الانضباط أو غيابه. ونحن نعود إلى النبش في الانضباط الرياضي، فإننا نتذكر مجموعة من قوانين الأنواع الرياضية في كرة اليد والسلة والطائرة، إذ لم تفوت فصولها منح المدربين أوقاتا مستقطعة لترتيب الصفوف، وتقويم الأخطاء بسرعة لتفادي الأسوء، وهذا معناه أن كلمة الانضباط التي قد لا يعيرها البعض وزنا إلا أنها هي محددة لكسب أية مواجهة رياضية.

أيا كان، فإن قيمة الالتزام بخطط المدرب أو بالتوجيهات التي يتلقاها المواطن هذه الأيام، ونحن نمر بأزمة صحية خطيرة، هي تجمع فيما يمكن أن نطلق عليه بالانضباط الأخلاقي، هي مناسبة أن يتعود عليها المواطن ويقارن كيف لهذا الانضباط أثر ايجابي في المسابقات الرياضية، فلماذا لايوظفه في باقي الحياة؟.

مجمل الكلام أنه كما في الرياضة أو غيرها من القطاعات، فإن الانضباط آلية للنجاح، وهو وجه من روح المواطنة، وإذا كانت المرحلة الحالية حتمت غياب هذا الفاعل الأساسي في الملاعب الرياضية، وهي تعرف شللا في أنشطتها، ولازالت معالم استئناف النشاط الرياضي الوطني غير مطروحة، على اعتبار سلامة المواطن قبل كل شيء، وإن توظيف الانضباط في الحياة اليومية، ونحن نواجه خصما شرسا مدمرا للأرواح، لن يعطي إلا أفضل النتائج مع هذا الفيروس الصامت والقاتل قبل أن نرى مفعول _ الانضباط _ من جديد على أرضية الملاعب.

Loading...