الحقيقة!

بقلم: يوسف خليل السباعي.

الفيلسوف والمفكر الفرنسي ميشيل فوكو اشتغل عمرا كاملا على الكتابة، وأصدر العشرات من الكتب، وفي نهاية المطاف عن ماذا كان يبحث هذا الفيلسوف!؟، بكلمة واحدة: عن الحقيقة.

وإذن، كل التجربة الفكرية والمعرفية والفلسفية لمشيل فوكو كانت بحثا عن الحقيقة، وليس هذا الأخير بمفرده كان الوحيد الذي أفنى عمره من أجل البحث عن الحقيقة. بيد أن الحقيقة التي أبحث عنها أنا أو أنت هي نسبية، والنسبية، مامعناها: أن لاشيء يقيني، وعندما لايوجد أي شيء يقيني يكون الفراغ. وهذا الفراغ، هل هو في حاجة إلى مسند ليصبح حقيقة، لأنه عندما يكون حقيقة يصبح بلامعنى.

وفي واقع الأمر، إن الحقيقة التي أراها أنا، ليست بتاتا هي الحقيقة التي تراها أنت. وفي هذا المضمار، يتمظهر الإختلاف، وهل يمكن اعتبار الإختلاف حقيقة، حيث اللاتطابق، والإنفلات من الهوية.

إن الاختلاف ليس هو النزاع، ولكنه حقيقة تعددية.
ومع كل هذا، يظل البحث عن الحقيقة سيرورة وصيرورة.
الحقيقة أفق… لكنها كالزئبق.
هل يمكن الإمساك بها!؟…
في هذا المعنى زوغان الحقيقة.

Loading...