بقلم: المهدي الشعشوع.
في اعتقادي إن تجارب أداء الآلة الأندلسية من طرف فنانين أجانب أو فنانين مغاربة من ألوان موسيقية أخرى في ضيافة الأجواق الأندلسية شيء محمود في ذاته وله نتائج حسنة على عدة مستويات، وأحيي الأجواق المضيفة والفنانين الضيوف على ذلك. وحتى لو لم تؤدى الصنعة بكل قواعدها يمكن التجاوز عن بعض الأخطاء لأن تراثنا صعب المنال ويستوجب في غالب الأحيان أذنا موسيقية ترعرعت في وسط مغربي أندلسي.
لكن ما استرعى انتباهي في بعض التجارب، وبعد الانتهاء من العمل ورجوع الضيف إلى موطنه، استمرار الجوق المضيف في أداء الصنعة بنفس الأخطاء، والأخطر من ذلك انتقال التشوه إلى أجواق ومنشدين ومجموعات صوتية أخرى، لا سيما إن كانت للجوق شهرة ما.
وأذكر لذلك مثال صنعة “لحبيبي أرسل سلام” من بسيط الحجاز الكبير، وبالضبط عند غناء حرف السين من كلمة “سلام”، هذا الحرف الذي أصبح يغنى بسي بيمول مع أن كلا من القاعدة والتقليد والذوق السليم تقتضي غناءها بسي طبيعية (بالنسبة للعازف أو المنشد المتمكن تكون أخفض بقليل من السي الصاعدة).
فالأمر هنا مضحك بقدر ما هو مؤلم بما يلحقه من تشويه لتراثنا الثمين … في انتظار وجود نقد موسيقي علمي وموضوعي في بلادنا.