عبد الجواد الخنيفي، الجسر

يوسف خليل السباعي

في تصنيف، ولو أنني لا أحب كثيرا هذه الكلمة، عبد الجواد الخنيفي، زميلي وصديقي، من زمن مضى، أجد صعوبة في ذلك، فهو شاعر، وصحفي، وسياسي، ينتمي لحزب الاستقلال، وفي مدينة شفشاون البهية، الساحرة، التي لايمكن أن تعيش فيها ولاتكون شاعرا.

في حقيقة الأمر، إن عبد الجواد الخنيفي هو كل هذه الثلاثية ، ولكن كتاباته متدفقة بالشعرية، والشاعرية، وبالحلم، بل وحتى أسلوبه الصحفي مختلف، أسلوبه سهل ممتنع، ولكنه خصب، ومعطاء، على اعتبار أنه أحد أبناء مدرسة جريدة “العلم” التي تخرجنا منها.

كانت لنا لقاءات، وتبادل أفكار، في تطوان، وشفشاون، وطنجة، ومدن أخرى، لا أذكرها، منها، ربما، الرباط، ولكنني أتذكر لقاءنا في بيت الصحافة في طنجة، حيث كانت لنا أحاديث، وعبد الجواد الخنيفي برغم إلتزامه السياسي الحزبي، إلا أنه يمتلك دماغا متفتحا، فضلا عن طبيعانيته، وبساطته، وإبداعيته.

إنه، وبكلمة واحدة، الجسر الذي لاداعي ليتطلع إليه، فهو السائر على حافته من غير أن يدرك ذلك، ومع ذلك، فقد
كتب عبد الجواد الخنيفي في صفحته على الفيسبوك، وهي صفحة مميزة، وثرية ثقافيا وإبداعيا: ” في طفولتي كنت أحلم بدرّاجة أعبر بها الجسر، فكبر الطّريق ولم أحصل على الدرّاجة ..

اليوم صارت الطّريق تقصر وتقصر من النّافذة، وكلّنا يتطلّع إلى ذلك الجسر ،علّه يتجدّد
بالحياة ثانية ..علّه يحلّق بنبضٍ جديد …”.

Loading...