بقلم: عائشة بلحاج
لا شيء ينقصني -رغم أنني أبعد ما يكون عن امتلاك كل شيء-.
لا شيء يزعجني في الرقم أربعين، ما دمت أحتفظ بطفولتي كاملة: أسرع إلى الأراجيح في الحدائق، وأتعلق بالأشجار في الغابات، وأدحرج قلبي بيدي حيث الغناء.. ورغم الوضع السيء الذي نعيشه جميعًا، كل ما أفكر فيه هو قصّ شعري “كوب كاغسون”، التسريحة التي حلمت بها منذ طفولتي، بعد أن تحقق مع كورونا التخلي عن المكياج لأتحرر من عبء الألوان.
لا شيء يزعجني الآن سوى بعض الكيلوات الزائدة، التي تحرمني من الشعور بالتحليق عندما أرتدي حذاء عاليا وأقترب سنتيمترات أخرى إلى السماء، أنا المهووسة بالخفة، في الدم، والروح، والأقدام.
كانت آخر سنة في الثلاثينيات زاخرة، اتخذت فيها قرارات كبيرة وغيرت أماكن وأشخاصا وأنفقت ثلثها في السفر..وأنا مدينة لها لأنها جعلتني أقف بلا ندم في مواجهة العقد الرابع.
الأربعون، ليس عمرًا بل درجًا من أدراج الحياة العمودية، وأنا منشغلة بالأبعاد الأفقية؛ كيف أعيش كل شيء بكل ما فيه من كثافة وعمق وانحدار؟
في عيدي الأربعين، أقف بعيدة من الطفلة، لأنني مررت بمحطات كثيرة حاولت سلخها مني، وقريبا منها بحيث أحضنها، لأنني حافظت عليها من النسيان. لا أحتاج إلا طارطة بالكراميل والشكولاط بحجم كبير، بما يقارب عشرين سنتيمتر في العلو، وغطسة في البحر…وتسريحة جديدة…
عدا ذلك نحن من الناس؛ نولد، نعيش، ونكبر لنختفي.