يوسف خليل السباعي
هذا الحيوان الغريب: القنفذ!
لايمكن لنا بتاتا أن نمد أيدينا إلى ظهره، لأن ظهره ،بداهة، ممتلئ بالشوك.
كيف، والحالة هذه، سنمدها لنلمس ظهره؟!.. إن المسألة في غاية التعقيد. هل نستطيع أن نلمس أو نمسك زجاج كأس مكسور؟!… لانستطيع، لأن الزجاج حتى وإن لم يدمينا، افتراضا، سينغرس في بعض الٱصابع.
إن شوك القنفذ الطبيعاني، الملتصق بلحمه، هو الذي يجعلنا نخاف من الاقتراب منه، وهو الذي يجعلنا على مسافة منه.
إن القنفذ ليس رطبا، ولا لينا، ولا سهلا لملامسته كما هو حال القطة أو الأرنب، وإن كان هذا الأخير سريع في الجري، وفطن، أو الكلب المدلل.
إنه برجوازي، رأسمالي، عنصري، وطبقي فتاك.
القنفذ مستبد، ولايعيش إلا حريته، ولايبالي بالآخرين.
هل تستطيع أفعى أن تلدغه؟!…
إنها ستتشوك، وتهرب.
ولكن، كيف يتم اصطياده؟!…
تلك، مسألة تدعونا إلى التفكير في خداع الصيادين المهرة؟!..
لندع لهم الأمر!
ولكن، مع ذلك، ألف أنطونيو غرامشي كتابا عنونه ب”شجرة القنفذ”، هو مترجم إلى العربية.
والحقيقة أن ليس في القنافذ أملس، كما يقال عادة!…