شوقي بزيع
في الطريق الى بحيرة شوان، إحدى اجمل اللوحات التي ارتجلها نهر ابراهيم من عنديات خياله الجامح، لثلاث ساعات كاملة كنا نغالب الشعور بالخوف فوق منعطفات لا نهاية لها تتدرج بشكل سيفي من أعالي جبال لبنان باتجاه الأحشاء السحيقة للأودية التي تحتضن مجرى النهر. في ضوء ذلك الجمال الوحشي أمكننا ان نفهم السبب الذي دفع الخنزير البري إلى قتل ادونيس، عند تلك الضفاف بالذات، حيث الموت وحده يستطيع أن يضع بأنيابه الصفراء حداً لانتشاء الجميل بجماله حين يبلغ تخوم الكمال.
لقد وفر الخنزير المعذب على ادونيس فرصة قتله لنفسه، كما فعل نرسيس حين رأى وجهه في الماء، وآثر ان يلعب مع الاله القتيل اللعبة نفسها التي لعبها يهوذا مع المسيح، لأنه لا قيامة ممكنة من دون خيانة بهذا الحجم.