لماذا لايستطيع الصحفي اليوم أن يطور كتابته الصحفية؟…

يوسف خليل السباعي

الجواب عن هذا السؤال هو أن الصحفي محكوم بأجناس صحفية لها قواعدها المحددة، حتى وإن كان لايمارسها كافة… ثم إن الصحافة في العالم مقيدة بهذه الأجناس وتدرس في المعاهد الإعلامية وأي خروج عنها يعتبر خيانة وانحرافا.

لهذا السبب، لن يطور الصحفي كتابته.

هناك، سبب آخر هو الخط التحريري الذي هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وفوق ذلك كله هناك الإدارة التي لها طابع الحسم والقرار.

وإذن، من يريد أن يطور في كتابته الصحفية سيكون خارجا عن القانون الأجناسي للصحافة، بمعنى أنه سيكون خارجا عن العنف.

لا يمكن للصحافة إلا أن تكرر ذاتها وكذلك الصحفي لا يمكن إلا أن يكرر ذاته من خلال قانون مفروض عليه منذ القدم… شأنه شأن سيزيف… وهو لايستطيع إلا أن يمتثل لعامل الدوكسا… ولايستطيع أن يتمثل شيئا إسمه “البارادوكسا”.

الشيء الوحيد الذي قد يجعله متحررا من القيود هو الجنس الصحفي المشاغب والمتمرد الوحيد: العمود. ومع ذلك، إذا لم يكن صحفيا كبيرا كمثل عبد الجبار السحيمي الذي كان يكتب عموده ” بخط اليد” بحرية تامة، فإن عموده إذا كان محتواه منتهكا لطرف ما سيحاصر، وقد يمنع من النشر.

Loading...