مالذي ينقص المواقع الإلكترونية في تطوان؟

يوسف خليل السباعي                      

هذا السؤال الجوهري، كان يراودني باستمرار، إلا أنني كنت أستبعده، لا لأنني أخاف من الخوض في غمار الإجابة عنه، أو لانعدام المعلومات الكافية حول إشكالية المواقع الإلكترونية بمدينة تطوان والمعاناة التي كابدها مسيري هذه المواقع حتى وصلوا إلى ماوصلوا إليه اليوم، ولا لأن الحديث عن هذه المواقع يستدعي مني أن أقوم ببحث ميداني واتصالات أو إجراء حوارات ومقابلات مع هؤلاء المسيرين، وإنما لأن لا أحد يريد الحديث عن هذه الإشكالية، ولأن هناك حقيقة مرة تعيشها هذه المواقع الإلكترونية يتم التعتيم عليها.
وإذن ماالذي ينقصها؟… لاتنقصها بطاقة المجلس الوطني للصحافة، ولا التكوين، مع أن التكوين وإعادة التكوين ضرورة ملحة، ولا ينقصها الخبر، وهو ينتثر على جنباتها كحبات القمح، ولا المقرات، ولا صفة المقاولة الإعلامية، ولا المحررين الذين يبذلون أقصى ما في وسعهم لنقل المعلومات للقراء والمرئيات للمشاهد، ولاتنقصها تعلم كيفية اشتغال التكنولوجيات الحديثة، ولا التقنيات، ولا وسائل المواصلة، ثم، إن بعض محرريها ومسيريها جاءوا من مصنع الصحافة الورقية، وكثير منهم تدربوا في هذه الصحافة.
قد يعتري هذه المواقع لحظات ضعف ولحظات قوة، وهو أمر بديهي، كما قد تقوم ببعض التجاوزات، ويلاحظ عليها بعض التسرع في النشر أو الأخطاء الطفيفة أو الانحراف في التحرير، مع أن لكل موقع خطه التحريري، وهذا أمر لابد من الانتباه إليه جيدا، ومحاولة الوعي به.
إن ما ينقص هذه المواقع هو الجرأة في التحرير، والدعم على اعتبار أن هناك ارتباك بخصوص الدعم، وهذا يجرنا إلى الشروط التي ينبغي أن تتوفر في المقاولة الإعلامية الإلكترونية لتحصل على الدعم. إنه أمر يستدعي بحثا دقيقا وعميقا، كما يستدعي المبادرة والإتقان والتسوية.
إن جريدة ” تمودة تطوان” التي كنت عضوا بهيئة تحريرها أخذت الدعم بشروط المقاولة الإعلامية، وذلك بعد جهد كبير، ولكن كل شيء تبخر في الهواء، وأقفلت بسبب سوء الإدارة وليس التحرير، لكن الأمر مختلف اليوم مع مواقع تطوان الإلكترونية التي ينبغي أن تشكل قطبا واحدا للدفاع عن إشكالية الدعم، لكن هذا الأمر غير ميسر الآن، لأسباب أعرفها أنا شخصيا.
إنه من الممكن أن تحصل مواقع تطوان الإلكترونية على الدعم، إذا حققت شروط المقاولة الإعلامية الحقيقية، ولكن السؤال الأكثر إلحاحا: كيف ستكون هذه المقاولة ذات جدوى والأوضاع الصحفية أو الإعلامية ببلادنا تعرف تدهورا لامثيل له، وتشتتا، وأشياء أخرى، وهناك دائما من يتربح بطريقة أو بأخرى، فيما الآخرون يكابدون في صمت و في انتظار ” غودو”.

Loading...