كل المؤشرات والأخبار والتجليات والتصريحات هي هناك، حيث مركز قرار العالم، تنذر باتجاه العالم إلى وضع سيء للغاية، ما لم يتم الاتفاق بين القطبين: الصيني ومعه روسيا، والأمريكي ومعه بريطانيا، فالعالم بالوضع الحالي محتاج إلى حرب عالمية، ويجب أن تقوم هذه الحرب، لأنه لا يمكن أن يستمر هذا العالم باللانظام عالمي واضح المعالم.
وهذه االحرب العالمية، تبدو الحرب الأوكرانية الروسية هي بدايتها، لتصبح أوربية وبالتالي عالمية، وقد يقول قائل كيف لهذه الحرب أن تقوم في ظل هذه الرزنامة من الأسلحة النووية المدمرة، وهذه الأسلحة في الواقع ليست أسلحة للهجوم بقدر ما هي دروع دفاعية تمنع خصمك من إلحاق الضرر والخسائر بك، إنها قوة مانعة. إذا أنت تملكها وأنا أملكها إذن لن نستعملها، وللمثال فقط، إذا ما قامت أمريكا بضرب الصين بذاك السلاح، وقبل أن يصل تأثيرها إلى الصين، قد تكون هذه الأخيرة قد ردت لمنع آثار هذه الضربات وكل هذا اللغط وسط عالم من الكذب والوهم، لا نظام، ولا حقوق، ولا أمن، ولا ديموقراطية، ولا مؤسسات دولية…، وحتى مجلس الأمن الذي وضع لحفظ أمن العالم لا يستطيع أن يتخذ قرارا إذا ما لم يوافق الخمسة الكبار عليه بالاجماع.
وبذلك لن يتخذ أي قرار حول أوكرانيا لأن أعضاء الحرب هم أعضاء القرار في مجلس الأمن، كما أن الكم الهائل من الحلفاء الذين يعبر عنهم كل طرف هو كذب وتضليل، إذ إن الحلفاء الحقيقيين هم الصين وروسيا من جهة، وأمريكا وبريطانيا من جهة أخرى، كما أن الأسلوب الإعلامي مختلف بين هذه الدول بين الإعلان والإخفاء والحقيقة والتضليل، والفعل ورد الفعل.
كما أن المخابرات الأمريكية والعالمية تؤكد قدوم الصين لتولي ريادة العالم اقتصاديا وبالتالي عسكريا، وهو ما يقض مضجع أمريكا وحليفها.
هناك الكثير من المواضع الخلافية بين أمريكا والصين، لا يمكن أن تستمر ولا يمكن حلها باتفاق. هذه المواضع نذكر منها اثنين فقط: العملة العالمية والصين لا تقبل بالدولار الأمريكي بالهيمنة، كما أن أمريكا لا تقبل بأي حل وسط…
والموضوع الثاني التحكم في النفط العالمي، الذي تسعى إليه أمريكا دوما ولن تقبل به الصين ولو بعد حين.
وكل ما تقوم به أمريكا هو التلويح بالعقوبات وفرضها على من يخالف توجهها وهذه العقوبات غالبا ما تكون أضرارها على المعاقب والمعاقب سواءا. ويكفي لروسيا أن تقرر توقيف الغاز عن ألماينا مثلا، ليتوقف الاقتصاد الألماني وشرايين حياة ألماينا، وتتوقف الحكومة… وتصير ردود أفعال من هنا وهناك ليصل الاقتصاد العالمي إلى وضع لا حدود لنتائجه كما لا حدود للعقوبات التي تفرضها أمريكا على مخالفيها.
وما علينا إلا أن ننادي منذ الآن، أن مسؤولية كل دولة أن توفر الاكتفاء الذاتي في ثلاث أساسيات:
- الغذاء
- الدواء
- التعليم
عيماد يونس / أستاذ الفلسفة ومتصرف تربوي