انطلقت مساء الخميس فعاليات الدورة الثانية من ملتقى دار الضمانة الدولي للذكر والسماع بمدينة وزان، المقامة تحت شعار “البعد الجمالي الروحي ودوره في خدمة وحدة الوطن والأمة”.
في أولى سهرات المهرجان، الذي تنظمه جمعية الصفا لمدح المصطفى تحت إشراف عمالة إقليم وزان وبشراكة مع وزارة الثقافة والرياضة والتواصل ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومجلس إقليم وزان وجماعة وزان ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، افتتحت مجموعة السعادة للأمداح النبوية القادمة جهة الداخلة واد نون العروض السماعية.
وتفاعل الجمهور الحاضر بمنصة ساحة الاستقلال وسط مدينة وزان مع أداء مجموعة السعادة وأعضائها الخمسة، والتي كانت وفية للإيقاعات القوية المتأثرة بالنمط الموسيقي الصحراوي بالاعتماد على الطبول والآلات الوترية، حيث تخللت هذه الإيقاعات تواشيح وابتهالات تمتح من الإرث الصوفي المنتشر بالربوع الجنوبية للمملكة.
كما يمم الجمهور نحو شرق المغرب في عرض مرهف لمجموعة فتيات دار السماع بتازة التي جاءت لتكريس مقاربة النوع في هذا الصنف الفني الراقي، قبل اختتام السهرة بالعرض التراثي الأصيل لمجموعة المنشد المغربي المقيم في فرنسا عبد الرحمان عبد المومن.
في كلمات افتتاح الملتقى، الذي جرى بحضور عامل إقليم وزان المهدي شلبي وعدد من المسؤولين ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والزاوية الوزانية والمجتمع المدني، أشار المنظمون إلى أن هذه الفعالية الثقافية الروحية تسعى إلى تكريس البعد الصوفي الأصيل لمدينة وزان، كما تنشد تعزيز السياحة الثقافية والدينية القائمة على التراث المادي واللامادي لحاضرة دار الضمانة.
واعتبرت الكلمات أن الملتقى، في دورته الثانية، يشكل قيمة مضافة في خارطة المشهد الثقافي على المستويين الجهوي والوطني، مبرزين أن من شأنه أن يساهم في الاشعاع الثقافي والسياحي لمدينة وزان وجعله رافعة للتنمية المحلية.
وسيكون الجمهور اليوم الجمعة مع ثاني سهرات الملتقى والتي ستحييها مجموعة كورال الأنوار التابعة لجمعية رباط الفتح للثقافة والتنمية المستديمة، ومجموعة الأستاذ علي الرباحي للمديح والسماع بالرباط، والمجموعة الشرقاوية بأبي الجعد.
أما آخر ليالي الملتقى فتحييها ناشئة جمعية مولاي عبد الله الشريف لدلائل الخيرات، ومجموعة الروضة المنورة القادمة من المدينة بالمملكة العربية السعودية، قبل إسدال الستار بوصلات من أداء المجموعة الكبرى لجمعية الصفا لمدح المصطفى بوزان.
على المستوى الفكري، برمج المنظمون عقد ندوة في موضوع شعار الملتقى بمشاركة ثلة من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالفقه والتصوف والإعلام، وهي الندوة التي تسعى لرصد مساهمة الأبعاد الروحية والجمالية في تمتين وحدة الأمة.
كما سيتم عرض فيلم “سيكا” للمخرج ربيع الجوهري المنحدر من مدينة وزان، حيث يتناول الفيلم القضية الوطنية ويتصدى لأطروحات أعداء الوحدة الترابية، إلى جانب جلسة سماعية زاوياتية لقراءة البردة الوزانية بمقر ضريح مولاي عبد الله الشريف.