أنس الحسيسن
يعيش المغرب التطواني هذا الموسم أسوء مواسمه الرياضة، التي قضاها في القسم الأول، فلم يعهد متتبعو هذا الفريق أن يكون في هذه الوضعية المزرية، فقد يغادر المغرب التطواني القسم الأول قبل دورات من نهاية البطولة، وهو ما لم يحصل سابقا للفريق، الذي كان حين يقع في المحظور، لا يغادر القسم الأول إلا قبل دورة أو دورتين، أم يحدث ذلك قبل دورات في هذا الموسم، فالقضية ليست طبيعية،وغير مسبوقة.
السؤال، الذي يطرح ما هي الأسباب، التي دفعت المغرب التطواني الدخول في هذا الواقع المظلم، هناك عناصر متعددة هي وراء هذه المرتبة، التي يوجد بها الفريق، وهي ستدفعه للنزول إلى القسم الثاني.
المغرب التطواني لم يحضر جيدا للبطولة، فقد أضاعت اللجنة المؤقتة، التي كانت تسهر على تسيير شؤون الفريق وقتا طويلا في الإعلان عن انعقاد الجمع العام للفريق، الذي هو الآخر تأخر قبل تشكيل المكتب الحالي، الذي جل أعضائه كانوا في اللجنة المؤقتة، وهناك من يتوفر على تجربة طويلة في التسيير، وتقلد مع المواسم الرياضية مناصب مختلفة، غير أن ذلك لم ينعكس ايجابا على تدبير الفريق، الذي سقط وهو يدخل بطولة هذا الموسم في فخ التعاقدات مع لاعبين أظهروا تدني مستواهم في وقت غادره عدد من ركائزه الأساسية، كما أن اختيار اسم المدرب، هو الآخر لم يكن اختيارا صائبا، وهكذا أشرف على الفريق وإلى حدود الدورة 19 من البطولة الاحترافية أربعة مدربين، ولا ندري هل ينهي المغرب التطواني موسمه بهذا العدد أم يرتفع، لا سيما إذا كان من هدف التعاقد مع محمد بنشريفة، وطاقمه الثلاثي الجديد هو الانفلات من النزول إلى القسم الثاني.
وإذا كان المكتب المسير، يتحمل مسؤولية ما نتابعه، فلا يمكن أن نغفل أسبابا أخرى تحيط بالمغرب التطواني، بحيث أصبح البعض يجد في الفريق مناسبة للدخول في مزايدات بشتى أنواعها وألوانها في حين كان من المفروض أن يكون برلمان الفريق، هو من يناقش مشاكله ووضعيته مع المكتب المسير، ولعل ما تم الحديث عنه مؤخرا في دخول أطراف في موضوع التسيير، هو ما يزيد الطين بلة.
مع الأسف، قد يغادر المغرب التطواني مكانه بالقسم الأول بعد أن أصبح احتمال الوصول إلى مباريات السد طموح هو الآخر يضعف مع توالي سلسلة الهزائم في بطولة، تعرف هذا الموسم، نتائج لافتة من طرف فريق نهضة بركان ونهضة زمامرة، ظاهرة هذا الموسم في المقابل ما زالت بعض الفرق، التي تصنف من السواعد الكبرى للبطولة المغربية تضاعف من جهودها لتحسين مراتبها في بطولة لن تستفيد فرقها من لاعبي “الميركاتو التشوي” إلا في الثلث الأخير من البطولة، بمعنى أن هناك من سيصرف أموالا باهظة للتعاقد مع مجموعة من اللاعبين، لن يستفيد منهم في أحسن الحالات سوى في عشر مباريات…وعلى ذكر هذه الانتدابات فعدد من الفرق ممنوعة من هذه الورقة، ما دامت أنها لم تؤد الديون المستحقة عليها، وهذا مرده إلى غياب الحكامة الرياضية عن عدد من الفرق، وهو ما يزيد إساءة للبطولة الوطنية، وهي مقبلة، على احتضان تظاهرات من العيار الثقيل.
أعود لأقول أن ما يحدث للمغرب التطواني لا يليق به، وهو أول فريق رياضي كروي بالمدينة، ويحظى بدعم متعدد، إذا ما قورن بباقي الأنواع الرياضية الأخرى، ومن خصوصية هذا الفريق قاعدته الجماهيرية الكبيرة مقارنة مع بعض الفرق، التي أصبح يعطى بها المثل في بطولة هذا الموسم، وكلما استمرت نتائجها على هذا الشكل، فذاك سيكون مؤشرا على أننا سنشهد مع المواسم الرياضية القادمة بطولة أقوى…
باختصار حسابيا لن نجزم بنزول المغرب التطواني، وما دامت عجلات البطولة لم تتوقف، فإن الابتعاد عن مرتبة النزول المباشر ليس بالمستحيل، وإن كان الواقع صعب، وحسابات البطولة تتعقد بعد أن كان للحسابات الداخلية بالفريق لها دور كبير في هذا المشهد المأساوي، الذي لا يريده أي مناصر لأول فريق بمدينة تطوان حتى لا ينطبق عليه قول المثل العربي ” الصيف ضيعت اللبن”.