*أنس الحسيسن
تاريخ 15 ماي هو موعد نهاية البطولة الاحترافية مما يعني أن الفائز بالبطولة الاحترافية للقسم الأول سيكون قد أعلن بصفة رسمية، كما هو الحال بالنسبة للفريقين النازلين للقسم الثاني، والفريقان اللذان سيلعبان مباراة السد للحفاظ على مكانهما بهذا القسم.
المغرب الطواني، سيكون مصيره قد عرف في هذا الموعد، وهو يعيش وضعية حرجة، قد يخرج منها ما دامت الكرة لا تؤمن بالمنطق ورغم أن الفريق لم يخرج من مرتبته القاسية على مناصريه منذ بداية البطولة.
بطبيعة الحال كل محب لهذا الفريق لن يريد له أن يغادر القسم الأول، ذلك أن المكان الطبيعي لممثل الكرة التطوانية بالبطولة الاحترافية هو القسم الأول، وما وصل إليه الفريق في هذا الموسم هو نتيجة تراكمات لمجموعة من الأخطاء، التي تراكمت، ولعل في تغيير المدربين مثال صارخ عن سوء التسيير.
المغرب التطواني يعد ممثل الكرة التطوانية ببطولة النخبة، وحتى في بطولة الهواة، لم يعد للمدينة فريق، وهي التي تستحق أكثر من فريق بهذا القسم في ضوء توسع المدينة سكانيا وعمرانيا. المغرب التطواني يبقى إلى جانب اتحاد طنجة أحد الفريقين لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، الذين يلعبان بالقسم الأول بعد ما كان العدد في وقت سابق يشمل ثلاث فرق حين كان شباب الحسيمة هو الآخر يلعب بهذا القسم قبل أن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، وينزل إلى بطولة الهواة..
حين نتحدث عن الجهة، لا يمكن اختزالها في بعض القطاعات دون الأخرى، فالرياضة هي الأخرى مظهر من مظاهر قوة الجهات ، وهي عامل من عوامل تطور الجهة، وحين نقول الجهة نتحدث عن مراكزها الثلاث ( طنجة- تطوان – الحسيمة).
جهة طنجة – تطوان – الحسيمة معروفة بشغفها لكرة القدم من خلال جماهيرها المتحمسة لفرقها العريقة، ولهذا فجماهير المغرب التطواني لا تفتأ في مناصرة الفريق الأول بمدينة تطوان، ودائما نراها تدعمه، وبطبيعة الحال فآمالها ستبقى معقودة في أن يحافظ هذا الفريق على مكانته بالقسم الأول رغم أن الدورات القادمة لن تكون سهلة، ولكن نتائج الكرة تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، أقول هذا الكلام،والفريق مقبل على منازلة فريق نهضة بركان، الذي لا يريد السقوط في أية مباراة ، ويبحث عن حسم اللقب مبكرا، والمغرب التطواني هو الآخر له طموح مغاير في أن يكون انتصاره على نهضة بركان يرفع من معنوياته في الدفاع عن مكانه بالقسم الأول.
فريق نهضة بركان، قبل موسمين، لم يتمكن المغرب التطواني من التعادل معه ، نتيجة كانت سببا في نزول الفريق إلى القسم الثاني، تدور مواسم البطولة ليجد المغرب التطواني نفسه أمام نفس الفريق، لم يتغير الأمر بالنسبة للفريق الشمالي، لكن بالنسبة لنهضة بركان، تحسنت أحوالها كثيرا، وهذا لم يأت بمحض الصدفة، بل هو نتيجة عمل وتخطيط ودراسة محكمة، ينبغي الاستفادة منها…
الدورات المتبقية من البطولة ستكون حاسمة، والتحكيم هو الآخر ينتظر منه أن يكون في مستوى حساسيات المباريات، فرئيس اللجنة المركزية للتحكيم بوشعيب الأحرش أبدى عدم رضاه على الحكام، ووجه سهام نقده لحكام “الفار”، وكيف أصبح البعض يختبئ من وراء هذه التقنية في عدم الحسم في لقطة لا تتطلب وقتا طويلا من المعاينة.
حين يتحدث رئيس لجنة التحكيم بكل صراحة عن أخطاء الحكام، التي كثرت فهذا يعني أنه على الرغم من الإمكانات، التي توفر لهم، فإن ذلك لا ينعكس على مستوى التحكيم المغربي. حكام الكرة هم بمثابة قضاة الملاعب، وأي هفوة قد يؤدي فريق ثمنها باهظا، وهذا ما لا نريد مشاهدته في آخر البطولة، وإن كانت الأخطاء واردة ، لكن خطورتها تكمن إذا كانت عن قصد، وهذا ما جعل رئيس لجنة التحكيم، يتحدث عن ضرورة تخليق القطاع،وهو العارف بتفاصيله.
أختم هذا الكلام بالتأكيد على أن تطوان تستحق رياضتها بصفة عامة ومن خلال فرقها التي تمثل المدينة في مختلف الأنواع الرياضية في أن تكون في مراتب مضيئة، وكلما كان حال المغرب التطواني لكرة القدم معافى إلا وتمكن من جر باقي القاطرات على سكة صحيحة تشترط سائقين مهرة…