أنس الحسيسن
تأهل المغرب التطواني لدور الربع من إقصائيات كأس العرش برسم الموسم الرياضي 2023/2024، والذي جاء على حساب فريق الوداد البيضاوي بهدف لصفر كان من توقيع أيوب لكحل، وهو الهدف، الذي ألهب مدرجات أنصار الفريق التطواني على الرغم من أن حضورهم لم يكن كبيرا كما هي العادة في مثل هذه المناسبات. وعلى العكس من ذلك كان حضور أنصار البيضاوي لافتا، الذين كانوا ممنوعين في أول الأمر من التنقل إلى مدينة تطوان كما كان الحال في مباراة البطولة، وتأتي قرارات المنع لتجنب بعض الأحداث اللارياضية، التي تخدش من حين لآخر رياضتنا الوطنية، يكون مصدرها أطراف لا تقبل إلا الفوز، وتجعله ذريعة لتصرفاتها الخارجة عن الصواب، وما دامت لا تؤمن بباقي النتائج، خاصة وأن مباريات الكأس هي حبلى بالمفاجئات فبعد هذه المباراة أقصي فريق الرجاء البيضاوي من طرف فريق الاتحاد الإسلامي الوجدي، وبكل تأكيد ستسقط فرق أخرى كانت مرشحة في البداية بالفوز بلقب كأس العرش لتجد نفسها خارج المنافسة .
الحديث عن مباراة المغرب التطواني والوداد البيضاوي جاء، والأول يجتاز مرحلة صعبة في البطولة الوطنية، ويقاوم من أجل تفادي النزول إلى القسم الثاني المباشر والوصول إلى أضعف الإيمان بإجراء مباراة السد.
المردود التقني، الذي قدمه الفريق في هذه المباراة كان إجمالا محترما أمام فريق يمتلك ترسانة بشرية كبيرة وإمكانات مالية ضخمة، وقاعدة من المنخرطين مهمة، وهو المؤهل للمشاركة في مونديال الأندية،الذي ستحتضنه الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 15 يونيو و 13 يونيو.
ما يهم من نتيجة المغرب التطواني أمام الوداد البيضاوي، أنها جاءت قبل خمس دورات من نهاية البطولة الاحترافية، وسيكون “الماط” على موعد مع مباراة هامة له،التي تصنف ضمن مباريات “كلاسيكو” الشمال، حين سيستقبل المغرب التطواني جاره اتحاد طنجة، وهي مباراة هامة للفريق الأول، فالانتصار يعني فتح بارقة الأمل من أجل الوصول إلى مباراة السد، وهذا بطبيعة الحال مرهون بمباريات فريق شباب حد السوالم، الذي يبقى الفريق القريب للمغرب التطواني في الترتيب، والذي سيكون ضيفا على ملعب سانية الرمل في آخر دورة من البطولة.
حقيقة تاريخ المدينة الرياضي يستمد جذوره من السنوات الطوال، التي أضاءت الرياضة التطوانية، وحققت نتائج لا ينبغي نسيانها، والمغرب التطواني يعد أبرزها بحكم حصوله على لقبين من البطولة الاحترافية، وهذا ما يدفعنا إلى القول أن المكانة الطبيعية للمغرب التطواني تكمن في تثبيت مكانته بالقسم الأول. ولعل العرض، الذي قدمته مجموعة المدرب جمال الدريدب في مباراة الوداد البيضاوي ما يشفع إلى القول من أن تطوان تستحق ذلك، وهي مناسبة للتذكير أيضا بأحقيتها في ملعب يليق بتاريخ كرتها، تكون فيه ظروف احتضان مباريات الكرة تتسع لعدد كبير من جماهير الكرة المستديرة، خاصة وأن بعض المدن المغربية تستفيد من بعض التجهيزات الرياضية، والتي ستسمح لها في استقبال تظاهرات دولية، وهو ما يحرك باقي القطاعات الأخرى،التي ترتبط مباشرة بهذه المنافسات الدولية، وهو ما تنتظره تطوان أيضا.
أعود للقول إن المغرب التطواني في حاجة إلى دعم كبير في باقي الدورات الأخيرة من البطولة، وقد عودته جماهيره بالوقوف بجانبه في مختلف هذه المحطات سواء بمعلب سانية الرمل أو خارجه، وهذا ما دعا إليه المدرب جمال الدريدب في آخر ندوة صحافية له، حيث قال إن التركيز الآن منصب على مباريات البطولة، والبداية مع مباراة اتحاد طنجة.
ونخلص إلى القول، أن نتيجة الفوز على الوداد البيضاوي هي بمثابة رب ضرة نافعة، والمتمثلة في الإدارة القوية، التي كانت حاضرة لدى مجموعة “الماط”، وهو ما ينبغي أن يتواصل لتجاوز الوضعية المتأزمة للمغرب التطواني في البطولة، والتي ما كان ليوضع فيها، وهذا كلام آخر، فالأهم الآن هو الخروج من بطولة هذا الموسم بأقل الخسائر.