دار علالو بجماعة أزلا بإقليم تطوان: شغف كرة القدم يصطدم بواقع التهميش وغياب ملاعب القرب

صدى تطوان

في منطقة دار علالو التابعة لجماعة أزلا بإقليم تطوان، يتردد صدى شغف الأطفال والشباب بكرة القدم في كل زاوية وركن. عشق للعبة الشعبية الأولى يتجاوز مجرد التسلية ليصبح جزءا أصيلا من هويتهم وتعبيرًا عن طاقتهم. لكن هذا الشغف يصطدم بواقع مرير يتمثل في غياب أبسط المرافق الرياضية، وعلى رأسها ملعب للقرب يليق بتطلعاتهم ويحميهم من مخاطر اللعب في فضاء ترابي غير آمن.

لسنوات طويلة، ظل أطفال وشباب دار علالو ينتظرون تحقيق الوعود الانتخابية التي غالبا ما كانت تتضمن بناء ملعب للقرب ينهي معاناتهم ويوفر لهم فضاء آمنًا لممارسة هوايتهم وتنمية مواهبهم. لكن هذه الوعود تبخرت مع مرور الوقت، تاركة خلفها إحساسًا عميقًا بالتهميش والإقصاء.

ورغم حبهم الجارف لكرة القدم، يضطر هؤلاء الشباب إلى اللعب في ملعب ترابي يفتقر لأبسط شروط السلامة. أرضية وعرة مليئة بالحجارة والغبار، مرمى بدائي الصنع، وغياب الإنارة كلها عوامل تزيد من خطر الإصابات وتقلل من متعة اللعب. هذا الواقع المؤلم لا يقف عائقًا أمام شغفهم، لكنه بالتأكيد يحد من طموحاتهم ويعيق صقل مواهبهم الكروية.

“نحن نحب كرة القدم ونريد أن نمارسها في مكان آمن مثل باقي الأطفال والشباب في المناطق الأخرى”، يقول أحد شباب دار علالو بنبرة يائسة. ويضيف آخر: “نحن لا نطلب المستحيل، ملعب بسيط سيغير حياتنا ويحمينا من الإصابات”.

إن مطالب شباب دار علالو ليست مجرد رغبة في الترفيه، بل هي تعبير عن حق أساسي من حقوقهم، وهو الحق في بيئة سليمة ومحفزة لتنمية قدراتهم. إنهم يطالبون بالعدالة المجالية للتنمية، التي تضمن لهم نصيبًا من المشاريع والبرامج التي تستفيد منها مناطق أخرى في الإقليم.

غياب ملعب للقرب في دار علالو ليس مجرد نقص في بنية تحتية رياضية، بل هو مؤشر على تهميش أعمق يطال المنطقة ويحرم شبابها من فرص النمو والتطور. إن توفير فضاء آمن لممارسة الرياضة ليس فقط استثمارًا في صحتهم الجسدية والعقلية، بل هو أيضًا استثمار في مستقبلهم وإبعادهم عن مخاطر الانحراف.

يبقى السؤال مطروحا إلى متى سيظل أطفال وشباب دار علالو ينتظرون تحقيق حلمهم البسيط في الحصول على ملعب للقرب؟ إلى متى ستستمر معاناتهم في ظل غياب الاهتمام والتجاوب مع مطالبهم المشروعة خصوصا من أكبر سياسي عمر طويلا سواء في قبة البرلمان والمجلس الجماعي لكن دون أي رصيد تنموي للمنطقة؟ إن صوت هؤلاء الشباب يستحق أن يُسمع، وحقهم في فضاء آمن لممارسة رياضتهم يجب أن يُلبى، تحقيقًا للعدالة المجالية وتكريسًا لمبدأ تكافؤ الفرص.

Loading...