في إطار مواصلة جريدة صدى تطوان تسليط الضوء على المهن والحرف التي تشكل جزءًا من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمدينة، أجرينا هذا الحوار مع الحلاق المهني السيد مصطفى العمراني، الذي راكم تجربة طويلة في مجال الحلاقة، وساهم وما يزال يساهم في تكوين الطلبة المتدربين ميدانيا، كما ينشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنشر التوعية المرتبطة بالمهنة من خلال تدويناته ومواده التفاعلية. وقد كان هذا اللقاء فرصة لتشخيص واقع المهنة، والوقوف عند أبرز التحديات التي تواجه الممارسين لها، واستشراف آفاق تطويرها وضمان استمراريتها.
سؤال 1: كيف تُشخّصون واقع مهنة الحلاقة اليوم في المغرب، سواء من حيث الإقبال والتطور التقني، أو من حيث الوضعية القانونية، ومدى تنظيم الممارسين للمهنة؟
جواب:
أشكر منبر جريدة صدى تطوان على هذه الفرصة للحديث عن مهنة الحلاقة التي أراها مهنة حيوية تشهد إقبالًا جيدًا خاصة في فترات العطل والمناسبات، مع تطور واضح في الأدوات والمعدات المستعملة، إضافة إلى توجه ملحوظ نحو إدماج التكنولوجيا في الصالونات. ورغم أن المهنة مؤطرة بقوانين ولوائح تحدد شروط ممارستها، ومنها الحصول على تراخيص والالتزام بمعايير الصحة والسلامة تحت إشراف وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فإن واقع التنظيم المهني لا يزال في حاجة إلى مزيد من الجهد، إذ إن الجمعيات والنقابات القائمة، رغم ما تبذله من جهود في الدفاع عن مصالح الحلاقين وتطوير المهنة، لم تبلغ بعد المستوى الذي يواكب طموحات الممارسين والقطاع ككل.
سؤال 2: ما أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه مهنة الحلاقة اليوم في المغرب؟
جواب:
تواجه المهنة عدة تحديات تتنوع بين الجوانب المهنية والاقتصادية، فالعمل يتطلب مجهودًا جسديًا كبيرًا والوقوف لفترات طويلة، إضافة إلى المخاطر المرتبطة بالصحة والسلامة المهنية، كما أن المنافسة الشديدة وتقلبات الطلب تؤثر سلبًا على استقرار المداخيل وتجعل من الضروري البحث عن أساليب تسعير وعروض أكثر تنافسية. ومن بين الصعوبات أيضًا صعوبة التميز وسط الكم الكبير من الصالونات، مما يفرض الابتكار المستمر في تقديم الخدمات، إلى جانب الحاجة الدائمة لمواكبة أحدث الاتجاهات والتقنيات في ظل محدودية الولوج إلى تكوينات عالية الجودة، وهو ما يضع الكثير من الحلاقين أمام تحدي التطوير الذاتي بمواردهم الخاصة.
سؤال 3: ما هي المقترحات التي ترونها كفيلة بتطوير المهنة وضمان استمراريتها؟
جواب:
أرى أن الارتقاء بالمهنة يتطلب خطة شاملة تبدأ بتطوير مهارات الحلاقين عبر توفير دورات تدريبية متقدمة في تقنيات القص والتصفيف والعناية بالشعر والبشرة، مع تشجيع الابتكار والإبداع من خلال تنظيم مسابقات وفعاليات تحفز على التجديد في الأسلوب والخدمة، والعمل على تحسين بيئة العمل لتكون مريحة وآمنة بما يضمن جودة الخدمات ورضا الزبائن. كما أن الترويج الإيجابي للمهنة لدى الجيل الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم معارض وندوات تعريفية، سيعزز جاذبيتها ويستقطب طاقات جديدة إليها، إضافة إلى ضرورة تفعيل أكبر لدور الجمعيات المهنية والنقابات في مواكبة الحلاقين وتقديم الدعم الفني والتكويني لهم، من خلال شراكات مع وزارات وهيئات مثل الصحة، والداخلية، والسياحة، والثقافة، والتكوين المهني، والقطاع الخاص. وأؤمن أن هذه الجهود إذا نُفذت بشكل منظم، ستضع مهنة الحلاقة في المغرب في موقع متقدم، وتؤهلها للمشاركة الفاعلة في استحقاقات دولية كبرى بحلول سنة 2030.
وفي ختام هذا الحوار، تؤكد جريدة صدى تطوان أن المهن الحرفية، وعلى رأسها الحلاقة، هي نشاط اقتصادي وموروث ثقافي ومجال للإبداع يستحق الدعم والتطوير، وأن الاستماع إلى صوت الممارسين والخبراء الميدانيين هو السبيل الأمثل لرسم خريطة طريق تضمن استمرارية هذه الحرف وتدعم حضورها في المشهد الوطني والدولي.
- Facebook Comments
- تعليقات