الدكتور امحمد بنعبود أو المحافظة على تراث مدينة تطوان حسب الطلب (A la carte)

ربيع الرايس في 19 غشت 2025

طلع علينا د. امحمد بنعبود “المحب الكبير” لثرات مدينة تطوان بتدوينة غريبة، على الفايس، تهم “دار البومبة” بتطوان العتيقة المصنفة ضمن التراث الإنساني العالمي. “دار البومبة” هذه، معلمة تاريخية كانت بمثابة معمل لنوع من العتاد الحربي في القرون الماضية، وطبعا توقفت عن هذه المهمة فيما بعد وأصابها بعض الإهمال، مثل العديد من المواقع الأثرية الأخرى بالمدينة. لكنها حظيت بالتفاتة رسمية منذ بضع سنوات وخصص لها غلاف مالي يفوق 600 مليون سنتيم، من المال العام، لترميمها وبناء “مطبخ” والتهيئة الخارجية… غير أن “المطبخ” تحول بقدرة قادر إلى مطعم في ملك الخواص، وهو مطعم يشمل مجموع البناية وتم تسهيل الولوج إليه عبر فتح مدخل خاص في حائط المدينة القديمة من جهة “باركينغ حمادي”. يعني أن المال العام وفر لأحد الخواص مكانا لاقتناء مطعم وسط المدينة بكل التسهيلات الضرورية كي يحوله إلى مشروع تجاري شخصي يقول إنه خاص “بالأكل التطواني”…

لم يسبق لنا التدقيق في أقوال د. بنعبود لأننا كنا نفترض بأنه يقوم بعمل ما لفائدة تراث المدينة، لكن أقواله في موضوع “دار البومبة” جاءت غريبة ومرتبكة وغير دقيقة. فهل يتعلق الأمر بنوعية العلاقة مع المستفيد من هذا المشروع أم هو سلوك دائم لم ننتبه له سابقا…؟ يقول الدكتور بأن المحل ما زال مغلقا، وبأن المشروع مجرد مقهى بجانب من جوانب “دار البومبا” وليس كلها، وبأن الأمر في نهاية المطاف لا يتعدى كونه نقص في التشوير لصعوبة وصول الناس للمحل من جهة باب التوت و”غرابة” الوصول له من جهة “الباركينغ”. فهل هناك مشروع خاص بالمدينة توفر على كل هذه التسهيلات؟

يقول د. بنعبود بأنه مر من هناك منذ مدة قليلة ووجد المقهى مغلقا ويخشى عليه من العودة للإهمال! وهذا ما يدفع للتساؤل عما إن كان د. بنعبود يعيش معنا في نفس المدينة أو أنه يراجع ما ينشر في الفايس وفي المواقع الإعلامية، أم إنه يعيش في قوقعته الخاصة.

توجد فيديوهات وصور تؤكد أن “دار البومبة” مقهى ومطعم خصوصي مفتوح في وجه العموم ويستقبل نخبة من القوم قادرة على الاستفادة من خدماته. فماذا دهى الدكتور. بنعبود حتى ينفي الواقع الفاقع؟ كان من الأحرى به أن يدافع على تحويل تلك المعلمة التاريخية لمتحف ما يعزز العرض الضعيف من المتاحف الموجود في المدينة، أو حتى مكتبة عمومية عصرية جديدة. لكنه شاء أن ينكر الواقع، واقع تفويت منشأة تاريخية، بعد أن أصلحت بالمال العام، إلى مستثمر خاص حولها لمقهى ومطعم يتوفر على مدخل جديد و”باركينغ” رهن الإشارة.

Loading...