صدى تطوان
خلد إقليم الفحص أنجرة، مطلع شهر غشت 2025، الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد وعيد الشباب، عبر برنامج احتفالي متكامل جمع بين الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية والاجتماعية. وقد سهرت على تنفيذه عمالة الإقليم بتنسيق مع مؤسسات تعليمية وهيئات جمعوية، في إطار دينامية تهدف إلى جعل هذه المناسبة الوطنية محطة لتجديد قيم المواطنة والانفتاح وتعزيز روح التضامن.
وقد جاء هذا البرنامج ليعكس إرادة جماعية في جعل هذه المناسبة الوطنية فرصة للاحتفاء، وفي الآن ذاته، لترسيخ قيم التضامن والمواطنة، من خلال إشراك مختلف الفئات الاجتماعية: الشباب، الأطفال، النساء، والأشخاص في وضعية هشاشة.
وانطلقت الفعاليات يوم الجمعة 1 غشت بمحور خاص بالشباب، حيث نظمت ورشات تربوية وثقافية شملت المسرح التفاعلي، وكتابة نصوص قصيرة، وفنون الرسم والصباغة، إلى جانب أنشطة رياضية وفقرات في فنون الدفاع عن النفس. وقد مكّنت هذه الأنشطة الشباب من التعبير عن مواهبهم وإبراز قدراتهم في أجواء احتفالية.
أما يوم الاثنين 4 غشت، فقد خصص للأطفال، حيث تم تنظيم زيارة تضامنية إلى المركز الصحي بالقصر الصغير، والاطلاع على الفضاءات الرياضية والثقافية لفائدة التلاميذ والنزلاء. كما تم تنظيم زيارة إلى الموقع الأثري قصر المجاز، إلى جانب مباريات رياضية وورشات تحسيسية لفائدة الجمعيات العاملة في مجال البيئة والقضايا السياحية.
وفي سياق الاحتفاء بعيد الأم والطفل، عرف يوم الثلاثاء 5 غشت تنظيم حملة تحسيسية حول صحة الأم والطفل، بشراكة مع جمعيات طبية وبمساهمة المندوبية الإقليمية للصحة. كما تم توزيع حقائب “Box Maternité” لفائدة النساء الحوامل والمرضعات، وتنظيم قوافل طبية للكشف المبكر والتوعية بالصحة الإنجابية.
وعلى المستوى الاقتصادي، تضمن البرنامج محورا خاصا بالشباب المقاول، من خلال عرض مشاريع ناجحة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتنظيم ورشات تكوينية في مجالات ريادة الأعمال، الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والصناعات الغذائية، بما يعزز فرص الإدماج الاقتصادي للشباب.
كما لم يغب البعد الاجتماعي عن هذه الفعاليات، إذ برمجت زيارات ميدانية لمؤسسات الرعاية الاجتماعية، بما فيها مركز رعاية المسنين والأشخاص في وضعية إعاقة، إلى جانب الوقوف على مشاريع مدعمة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وبهذا، شكل البرنامج الاحتفالي مناسبة لإبراز التلاحم بين الأبعاد الاجتماعية والتنموية والثقافية، حيث التقت المبادرات الصحية والتوعوية مع الأنشطة الفنية والرياضية، في تجسيد حي للرؤية الشمولية التي تسعى المملكة من خلالها إلى تمكين الشباب، دعم النساء، ورعاية الفئات الهشة، بما يكرس قيم التضامن والمواطنة الحقة.