ربيع الرايس
يواجه مئات التلاميذ والتلميذات المنحدرين من أكثر من 10 دواوير تابعة لجماعة السوق القديم بإقليم تطوان، أزمة غير مسبوقة تهدد مستقبلهم الدراسي، بسبب تعثر حل ملف خدمة النقل المدرسي. هذه الخدمة، التي استفاد منها التلاميذ مجانا لسنوات متتالية، أصبحت مؤخراً مرهونة بدفع مبلغ 200 درهم كرسوم سنوية عن كل تلميذ، وهو قرار اتخذته جمعية النقل المدرسي.
هذا القرار الجديد لم يلق قبولا لدى أولياء أمور التلاميذ الذين اعتادوا على مجانية الخدمة، ما دفع عددا كبيرا من أبنائهم إلى الانقطاع عن الدراسة، مما يضعهم أمام خطر الهدر المدرسي، خاصة وأن أغلب الأسر المعنية لا تستطيع تحمل هذه التكلفة الجديدة.
غياب متواصل وتجاهل رسمي
بعد مرور أكثر من أسبوعين على انطلاق الموسم الدراسي الحالي، لا يزال هؤلاء التلاميذ محرومين من حقهم الدستوري في التعليم، حيث تسبب غياب خدمة النقل في تغيبهم المتواصل عن مقاعد الدراسة، مما يفاقم من الأزمة التعليمية في المنطقة.
حتى الآن، لم تفتح جماعة السوق القديم، التي يُحملها أولياء الأمور مسؤولية الوضع القائم، أي قنوات تواصل رسمية معهم لمناقشة المشكل وإيجاد حلول عاجلة. كما أن تدخل السلطة المحلية لوقف هذا النزيف ظل محتشماً ولم يأتِ بالحلول المرجوة التي تعيد التلاميذ إلى فصولهم الدراسية.
الأزمة تطال المستفيدات من التكوين النسوي
لم تتوقف تداعيات أزمة النقل عند حدود التلاميذ فقط، بل امتدت لتطال أيضاً عدداً من النساء والفتيات اللواتي كن يستفدن من نفس خدمة النقل للوصول إلى مركز التكوين النسوي القريب من الجماعة. ومع توقف الخدمة، حُرمن هؤلاء المستفيدات من مواصلة تكوينهن، وهو ما يهدد بضياع فرصة تنمية مهاراتهن والاندماج الاقتصادي.
ويطالب أولياء الأمور والفعاليات المدنية بجماعة السوق القديم تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية، وعلى رأسها جماعة السوق القديم والسلطة الإقليمية، لإيجاد صيغة تمكن من استئناف خدمة النقل المدرسي بشكل مجاني أو بوضع رسوم رمزية ومناسبة للقدرة الشرائية للأسر الفقيرة، وذلك لضمان حق أبنائهم وبناتهم في التعليم والتكوين وإنقاذهم من شبح الهدر المدرسي.







