ومن “البريكولاج” ما قتل

بقلم الأمين مشبال

خلال ندوة أدبية تندرج ضمن فعاليات الدورة الواحدة والعشرين لعيد الكتاب بتطوان،الذي تسهر على تنظيمه وزارة الثقافة بتعاون مع فعاليات ثقافية محلية، توفي مساء أمس الأحد 21 أبريل 2019 ،الشاعر محسن أخريف إثر صعقة كهربائية.
لم يكن المرحوم محسن أخريف بصدد تركيب أو إصلاح شبكة كهربائية أو ما شابه ذلك،بل أراد فقط مد جهاز الميكروفون لأحد الحاضرين بالندوة، مما جعله يتعرض لصعقة كهربائية أودت بحياته.
هذا الحادث المأساوي يطرح سؤال العشوائية التي تطبع تدبير جوانب مختلفة تهم حياتنا اليومية،إذ كيف يعقل تنظيم تظاهرة بلغت دورتها 21 في خيام تفتقد شروط السلامة،وتتجاور الكتب فيها مع أسلاك كهربائية شديدة الخطورة معرضة في كل وقت للتماس الكهربائي؟ألم تأخذ الجهة المنظمة علما أن نشرات الأرصاد الجوية نبهت وأخبرت بهطول أمطار لمدة لا تقل عن خمسة أيام؟
منذ ثلاث سنوات فقط،توفي مستشار جماعي بالجماعة الحضرية لتطوان يدعى محمد ياسين مفتاح بصعقة كهربائية، نتيجة وجود أسلاك عشوائية،بينما كان يسعى لمساعدة أحد ضحايا الفيضانات. فهل سنرفع أكفنا للسماء طلبا للسلامة كلما هطلت الأمطار مخافة التعثر في طريقنا بسلك كهربائي طائش؟
فهل يحق لنا،في انتظار ما قد تسفر عنه التحقيقات حول ظروف المأساة، أن نأمل ونحلم بالقطيعة مع منطق “البريكولاج” في تنظيم التظاهرات الثقافية وغيرها من جوانب تدبير المرفق العام؟
رغم كل السواد لا يزال الأمل في أن ينتفض جسمنا الاجتماعي ضد التطبيع مع الرداءة التي تزحف من كل جانب لتجهز على ما تبقى من تراث مدينة عريقة لها عمق حضاري تسمى تطوان .

Loading...