تحرير : أنس أمغار.
شهدت مدينة تطوان في الآونة الأخيرة، تفشي ظاهرة خطيرة بكل المقايس، أبطالها أطفال من مختلف الأعمار.
ففي جنابات بعض الشوارع نجد أطفال صغار من ضمنهم رضاع، يتم استغلالهم بطرق بشعة في التسول من طرف أمهاتهم أو ممن يمتهن التسول بأطفال الغير مقابل مبلغ مالي، وهي ظاهرة ليس بالغريبة أو الجديدة على هذه المدينة، إلا أنه تفشت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وغير بعيد عن الاستغلال البشع لرضاع وأطفال صغار في التسول مهما كانت ظروف المناخ، نجد أطفالا دون سن التمييز وآخرين دون سن الرشد، يتجولون يوميا بين حديقة مولاي رشيد التي يقضون بها أغلب الأوقات، وباب العقلة التي ينتظرون فيها حلول حافلات السياح للتسلل أسفلها من أجل الانتقال إلى الضفة الأخرى دون التفكير في الأخطار التي يعرضون لها آنفسهم.
هؤلاء الأطفال الصغار الذين لا يتجاوز سن بعضهم الستة سنوات، منهم من أصبح مدمنا على التدخين، ومنهم من أضحى مدمنا على استنشاق مادة “السيليسيون”، ومنهم من يتم استغلالهم جنسيا أو محاولات ذلك من طرف بعض المدمنين الذين يكبرهم سنا، وهم من صرحوا بذلك صوتا وصورة لبعض المنابر الإعلامية، دون تحريك الجهات المختصة بالمدينة ساكنا لإعادة الاعتبار لهؤلاء الأطفال الذين هم بحاجة إلى من ينصحهم ويشدد على أيديهم ويعيدهم إلى منازلهم وتوعيتهم بخطورة ما يقدمون عليه، وأن مكانهم في المدرسة إلى جانب أقرانهم وليس في الشوارع.
ويرتقب أن تحتضن مدينة تطوان خلال الأيام المقبلة مؤتمر دولي حول الطفولة بمشاركة أزيد من 200 شخص ينتمون لأزيد من 30 بلدا ينشطون في مجال الطفولة، وهي التي تشهد استغلال بشع للأطفال في التسول وبيع بعض الأغراض عند الأضواء الحمراء والشوارع العامة، وحلم آخرين في الهجرة إلى أوروبا، فكيف ستتعامل المدينة مع هذا المعطى، خاصة وأن صورة المغرب ستتضرر في حال قيام هؤلاء الأطفال بحملات جماعية للتسلل تحت الحافلات والسيارات التي ستقود الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي حول الطفولة، وأمام أنظار رئيس مجلس الأمم المتحدة لحماية الطفولة.