يوسف خليل السباعي
لنقف، الآن، بدون استعجال الإجابة عن هذا السؤال: مامعنى المعسكر؟!
هل هو المنصب؟!… لانتسرع في الحكم، حيث لا أحكام هنا؛ ولكن لنحاول أن نفهم: إن معسكر هذا ليس هو معسكر ذاك؛ بمعنى إذا كان شرطي، وفي هذا المنحى، لانحدد تراتبية المسؤولية، يختار معسكره، فإنه، من المحتم، سيكون منضبطا، وفي الوقت ذاته ضد أي معسكر آخر.
آه… هذا شيء بسيط للفهم؛ ولكن هذا الشرطي لايمكن له أن يمارس الزوغان، لأنه سيعاقب ويعزل في حالة عدم امتثاله ل” قانون” المعسكر!
هل المعسكر هو القمع؟!… بطبيعة الحال. إن الشرطي في معسكره قد يمارس التجاوز ويكون عنيفا، لأنه محمي!
هل المعسكر هو الظلم. نعم، بالتأكيد. ولكنه، أيضا، يخفي سوأته، و كل سلوكياته، بخطاب يدافع عن المعسكر، الذي هو معسكره ضد كل خطاب آخر.
وإذن، ليس هناك الفعل، فحسب، بل الخطاب، أيضا.
صفوة القول إن خطاب المعسكر، خطاب إيديولوجي مغلف بالغطرسة والخداع، و، الكذب، ولكنه يفضح نفسه في الوقت ذاته.