الصحافة الإسبانية “تخرف”

عن حائط حساب  عبد العزيز الطريبق   “بالفيسبوك”        صحافة الجارة (قدر الجغرافية وما شاءت) تثبت مرة أخرى بأن عدد هام من النخب الإسبانية (ولا أعمم لأسباب إحصائية فقط) يحتضن مخزونا استعماريا وعنصريا هائلا. والجميل أن الصحافة الإسبانية دخلت كلها في حالة حرب ضد المغرب، وتحولت إلى “صحافة حرب” (حسب تعبير صديق صحافي مغربي) وهي التي تعيب على بعض الصحف المغربية دفاعها المشترك عن بعض قضايا بلدها بحجة أنها مدفوعة من “المخزن”…
لن أستعرض هنا هذيان هذه الصحف (دون الحديث عن القنوات التلفزية التعددية الإسبانية التي تحولت إلى قناة واحدة ضد المغرب)، ولا الترهات العنصرية المتعالية لذلك الموقع الإسباني الذي شبه حدود بلده بحدود روما أيام سطوتها (limes) التي كانت تفصل “الحضارة” (إسبانيا الاستعمارية في هذه الحالة) عن الوحشية والبربرية (أقول فقط بأن هناك حوالي مليون “متوحش” بإسبانيا يساهمون في إيقاف اقتصاد بلد عجوز على رجليه)… ولن أقف عند تلك الفلتات التي تقرع الحكومة الإسبانية وتعدد أخطاءها الفعلية اتجاه الجار المغربي (لتنهي مقالها طبعا بالهجوم اللاذع على المغرب من باب المساهمة في المجهود الحربي العام)…
سأقف فقط عند خبر “طريف” (لأن “الهم كيضحك” كما نقول هنا نحن معشر المتوحشون) نشرته ” جريدة “الموندو” يومه الجمعة 21 ماي 2021. قالت الجريدة بأن بعض القاصرين المغاربة صرحوا بأنهم دخلوا سبتة المحتلة لأن “االرباط” عبر الشبكات الاجتماعية خدعتهم حين روجت لوجود كريستيانو رونالدو بسبتة من أجل إجراء مقابلة حبية في كرة القدم، فهبوا لمشاهدته (لماذا رونالدو وليس ميسي، هل خافوا من تحريض “فوكس” على ميسي المتواجد بإسبانيا؟). طبعا “الموندو” لم توضح من من القصرين قالوا هذا، هل من “سلخ” منهم بالعصى ورمي بالرصاص المطاطي أو من طرد ضدا على كل القوانين. كما إنها لم تعط لقارئها أية حجة على كلامها والكلام الذي تنسبه “للعيال”… لكن الصحافة الحربية الإسبانية هذه الأيام لا تهمها كثيرا أخلاقيات المهنة. وبما أن هذا الخبر يدخل في باب المستملحات، فسأعلق بإبداء أسفي لعدم اطلاعي على الخبر المنشور في تلك “الشبكات الاجتماعية” من طرف الرباط في وقته وإلا لكنت قد “حركت”بنفسي لسبتة قصد مشاهدة رونالدو.

Loading...