الوحدة ورد الفريق لجمهوره العريض هما طريق إنقاذ المغرب التطواني

حوار مع عبد العزيز الطريبق حول آخر المستجدات

أجرى الحوار ربيع الرايس – الأحد 15 غشت 2021        
س- عودة إلى قرار حرمان المغرب التطواني من المشاركة الإفريقية، ما هو تعليقكم؟
ج- بالنسبة لي هو ظلم جديد أضيف لسلسلة طويلة من الإجراءات الظالمة التي اتخذت في حق الفريق طيلة تاريخه… والكلام هنا ليس عن الأخطاء التحكيمية فقط، بل عن قرارات متعمدة كنت أظن أن القطيعة معها قد حدثت، خصوصا حين فازت المغرب التطواني ببطولتها الأولى، في موسم 2012—2011 في قلب الرباط خلال الدورة الأخيرة وضد فريق رئيس الجامعة وقتها، الفاسي الفهري. لكن على ما يبدو تغير رئيس الجامعة وعادت حليمة لعادتها القديمة. ما الذي منع الجامعة من برمجة النهاية بما أن نصف النهاية جرت بتاريخ الأحد فاتح غشت وكان بالإمكان لعب النهاية في نفس الأسبوع؟ هل كان بإمكان الجامعة حرمان فريق من الدارالبيضاء أو حتى من الرباط من هذا الحق لو كان مكان المغرب التطواني؟ ولماذا لم تعتمد الجامعة على “البرنامج المعلوماتي الإسباني” الشهير الذي أغرق المغرب التطواني خاصة لأنه كان يلعب كل المباريات خارج مدينته (وباقي الفرق بنسبة أقل)؟ بلاغ الجامعة مضطرب، فهو من جهة يخبرنا بأنه راسل الاتحاد الإفريقي في الموضوع (طبعا لا نعرف مضمون المراسلة) واستند على استشارة قانونية لمكتب دراسات معتمد (الله أكبر وكأن الجامعة ستبني القناطر والسدود!) لم يعرف منها الجمهور شيئا بالطبع، ثم ينتقل البلاغ إلى كون الاتحاد الإفريقي أعطى الأولوية لترتيب البطولة الاحترافية لعدم إجراء النهاية ولتحديد يوم 15 غشت كأجل لإجراء قرعة المسابقات الإفريقية… وكما قال أحد “الظرفاء”، فإن “الكاف” رفع “الحرج” عن جامعتنا باختيار نهضة بركان… أي حرج هذا يا سيدي؟ وما دور الجامعة إن لم يكن احترام قانونها وعاداتها وحقوق فرقها القوي منها والضعيف، فهل الجامعة أصبحت ملحقة بالكاف؟ وهل الحرج هو وجود المغرب التطواني؟ بعد هذا انطلقت الأبواق الإعلامية التي تقتات من وجودها في محيط الجامعة ليخبرنا بعضها بأن مشاركة نهضة بركان “قرار في صالح الكرة المغربية”، وكأن المغرب التطواني تلعب في بطولة المريخ… في هذه الحالة ما على الجامعة إلا أن تحدد مسبقا فرق محور البيضاء-الرباط كمشاركين أزليين وتضيف لهم فرقة رئيس الجامعة لتلك الفترة… فالجامعة، والصحافة المطبلة، أدرى ب”مصلحة” الكرة المغربية…

س- لكن مكتب المغرب التطواني لم يصدر أي موقف حول هذا الموضوع فكيف يمكن تفسير هذا؟
ج- “أحدهم” رمى للمكتب ب”جزرة” توسيع القسم الأول إلى 18 فريق ربما، أو لعله مكتب الفريق خلق هذه “القشة” من باب التشبث بأمل فارغ أو لربح الوقت… وانطلى هذا الأمر على جماهير الفريق وعلى جزء هام من فعاليات المدينة (عدا بعض الأصوات التي ظلت معزولة)… الكل ينتظر يوم 21 غشت ورأي لجنة الخبراء وأغلب هؤلاء “الخبراء” لا “خبرة” تقنية وقانونية و… لهم، عدا خبرتهم كلاعبين كبار أيام شبابهم… وهذا بالرغم من أن “أذرع” الجامعة الإعلامية قد لوحت باستحالة تطبيق قرار كهذا لم يتخذ في بداية الموسم… بينما اتخذ قرار إقصاء المغرب التطواني في نهاية الموسم وليس في بدايته… في رأيي أضاع المكتب فرصة الاحتجاج المشروع حول هذا القرار، كما أضاعت الجماهير والفعاليات التطوانية فرصة الاحتجاج الحضاري ضد هذا الظلم (صياغة عرائض إلكترونية بتوقيعات آلاف التطوانيين، ومن يتعاطف معهم، كأضعف الإيمان…). مطلب عدم النزول مطلب جد معقول لأن فريق المغرب التطواني قدم للمذبحة بدون مبرر خلال هذا الموسم. هل كان من الضروري إصلاح الملعب في زمن كورونا وغياب دعم الجمهور المالي للفريق؟ ما معنى أن تلعب 30 مقابلة، زائد مقابلات الكأس، خارج ميدانك وأن تصلح كل الميادين عدا ملعب تطوان الذي لم يبدأ العمل به سوى بعد تأكد سقوط الفريق؟ هذا ظلم كان يجب المطالبة برفعه في الوقت ولا علاقة له بموضوع الإقصاء الإفريقي لصالح نهضة بركان. وحتى إن وقعت معجزة وتم إقرار 18، وهو أمر مستبعد، لأن تطوان بدون حماية في المركز، فسيكون ذلك من باب الإنصاف والعدل فقط…

س- كيف ترى مستقبل الفريق على بعد أسابيع من انطلاق البطولة؟
ج- كيف يمكن الكلام عن مستقبل الفريق بدقة والمكتب لا يتواصل؟ طبعا المكتب غير ملزم بالرد على عشرات الإشاعات التي تروج كل يوم، لكن من واجبه تنوير جمهور الفريق العريض عن راهن الفريق. قيل إنه سيعود للتداريب في مطلع الأسبوع، فمن سيعود ومن رحل أو سيرحل؟ وما هو أفق التدريب هل القسم الثاني أم القسم الأول (في حالة وقوع معجزة)؟ ثم ماذا عن الاستعدادات لجمع عام 25 غشت؟ هل سيستقيل المكتب أم هل يتوفر على برنامج واضح يسمح له بالاستمرار؟ وماذا عن ديون الفريق المترتبة عن موسم من المصاريف الكثيرة مقابل المداخيل القليلة؟ تقال أشياء كثيرة لا أرغب في الخوض فيها لأنها أقوال بدون سند. وفي حال رحيل المكتب، أين هو البديل وماذا أعد هذا البديل للمحافظة على كيان الفريق ثم إعادته لمكانته التي نالها عن جدارة واستحقاق في هذا القرن كفريق من الدرجة الأولى؟ كيف يمكن لفريق يتوفر فقط على 35 منخرط أن يقلع؟ من أين ستأتيه الأفكار المنتجة وأصحاب الإمكانيات المالية؟ لا يمكن انتخاب رئيس جديد سوى من بين هؤلاء المنخرطين وقد أظهروا عدم قدرتهم (لقلتهم كسبب من الأسباب) على توفير الإضافة للفريق. في السابق كانت الجموع العامة عرضة للإنزالات (وكذا تدخل بعض رجال السلطة) أما الآن فلقد حمى القانون الأندية من التقلبات العشوائية، لكنه مع الأسف وضعها كلها (إلا من رحم ربك) في يد جماعات تتعامل مع الأندية كريع لمجرد أنه باستطاعتها تأدية مبلغ الانخراط المرتفع… لوكان عدد المنخرطين يحسب بالمئات لقلنا لا بأس، لكن أن يتحكم 35 منخرط في مصير فريق غذته أجيال من المسيرين واللاعبين والجماهير فهذا لا يعقل… مع احترامنا لمجهودات وطاقات المنخرطين الحاليين فلقد حان وقت فتح أبواب الفريق بتقليص كبير لمبلغ الانخراط (ألف درهم سنويا مثلا) على أن يتم الشروع في حملة واسعة للانخراط يطلقها مكتب يعيد جسور الثقة بينه وبين جمهور المدينة وفعاليتها… في الأندية الكبرى يتوفر المنخرطون على العديد من الامتيازات في منشئات تلك الأندية (مثال الأهلي والزمالك كي لا نتكلم عن الأندية الأوروبية الكبرى)، هنا لا بأس من أن ينحصر حق المنخرط في التصويت على المكتب فلا مفر من ذلك (وكلما تم توسع عدد المنخرطين يتم تقسيمهم إلى مجموعات تفرز ممثلا عنها في الجموع العامة يبلغ صوتها…). ثم، إن عادت الجماهير للملاعب ترقيم المقاعد وتعميم البطائق السنوية لضمان مداخيل قارة تساعد على تكوين ميزانية محددة المعالم…
أكثر ما يقلقني شخصيا هو حالة الجمود والعجز التي يغذيها صمت المكتب الحالي وضعف مبادراته في السنوات الأخيرة. ثم الصراعات الشخصية وغيرها التي تصل أصداءها والتي نتمنى أن يتعقل أصحابها كي لا يتقهقر الفريق إلى حيث سبقه النادي المكناسي والقنيطري وشباب الحسيمة. فالوحدة والرزانة مطلوبة من الجميع لأنها طريق إنقاذ الفريق وإعادته لموقعه العادي بين صفوف النخبة.

Loading...