مرتيل تحتاج إلى إصلاح حقيقي وهو تحدي أمام مراد أمنيول

يوسف خليل السباعي

إن التغيير في رئاسة جماعة مرتيل هو أمر ضروري ولا هروب منه، والتوافق الأخير حول إسناد رئاسة هذه الجماعة لمراد أمنيول عن الحركة الشعبية يجعل من عمل التغيير ليس مسألة سياسية وتاريخية في الوقت ذاته وحسب، لاتقتصر على التحالف بين الأحزاب بمرتيل، وإنما لها ارتباط بهذه المدينة المظلومة والتي تعيش عدة مشكلات سواء على مستوى التدبير الجماعاتي أو قضايا أخرى تتعلق بالاستثمار في المواطنين الذين يصوتون على الأشخاص بأسمائهم ولاعتبارات أخرى. إن من أهم النقائص التي تعرفها مدينة مرتيل: التشغيل والصحة والتعليم والنظافة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسياحة، هذه الأخيرة التي لم يتم التفكير في كيفية الاشتغال عليها جماعاتيا بمساندة من السلطات حيث ظلت موسمية وعشوائية، فضلا عن اندحار الوجه الثقافي لمرتيل وإشعاعها وجعلها مدينة عقارية وعمرانية بامتياز لفائدة أصحاب الامتيازات.

لنتفق أولا أن القضية لا تتوقف على تحالفات أو خطف رئاسة مجلس جماعة مرتيل من هشام بوعنان الرئيس السابق الذي جاء بعد الرئيس الفعلي علي أمنيول بعد قضية لن أدخل في تفصيلاتها وهي معروفة لدى الجميع. إلا أن تجربة هشام بوعنان في رئاسة جماعة مرتيل كانت غير واضحة، ولم يقدم حصيلتها، وإنما دخل إلى حملة انتخابية مباشرة دون أن يدري خطورة منافسيه وقوتهم في مرتيل، ولم يقرأ المشهد المرتيلي قراءة جيدة، كما أنه لم يفهم مايدور في الخفاء من عمل سياسي جديد بدأ يظهر للعلن وهو تقديم وجوه سياسية جديدة لن تتحالف معه برغم حصوله على مقاعد، لكن التحالف بين الأحزاب، أو بين وكلاء اللوائح، بمرتيل جعله في الركن المظلم، وماعليه الآن سوى أن يكون في المعارضة، مع أن من يتخيل معارضة ما في المجلس الجماعي فإنه يحلم أو يعيش في الأوهام.

ولنتفق ثانيا، وأخيرا، أن مراد أمنيول كان هو الوجه السياسي الذي سيرأس جماعة مرتيل ويتم التوافق عليه لاعتبارات سياسية وتاريخية ونفسانية وإيديولوجية. وليس أمامه الآن إلا أن يقطع مع سياسات الماضي ويعمل بالأغلبية لإصلاح المدينة وخدمة الصالح العام والقيام بتدبير مدروس ومحكم لجماعة مرتيل بعيدا عن المصلحة الذاتية.

Loading...