صدى تطوان- ربيع الرايس
يعيش قطاع النقل الحضري بمدينة تطوان على وقع استياء وتذمر كبيرين في صفوف سائقي حافلات شركة “إيصال المدينة”، وذلك على خلفية قرار مفاجئ بحرمانهم من حقهم في التغطية الصحية الأساسية. وقد استبدلت الشركة هذا الحق بتأمين خاص لا يغطي سوى 30% من تكاليف العلاج، مع وضع سقف 1800 درهم للملف الواحد، وهو ما يعني رفض أي ملف علاجي يتجاوز هذا المبلغ.
هذا الإجراء أثار موجة غضب عارمة لدى السائقين الذين اعتبروا أن هذا القرار يمس بحقوقهم الأساسية ويضعهم وعائلاتهم في موقف صعب أمام تكاليف العلاج الباهظة. وعبر العديد منهم عن استيائهم من هذا “الحرمان” المفاجئ، خاصة وأن التغطية الصحية كانت من الحقوق المكتسبة التي يتمتعون بها.
وفي سياق متصل، تفاجأ العاملون في القطاع بتأسيس جمعية للأعمال الاجتماعية لمستخدمي النقل بتطوان في ظرف وجيز، والتي فتحت باب الانخراط أمام السائقين. إلا أن مصادر خاصة كشفت عن وجود رفض واسع لهذه الجمعية من طرف السائقين.
ويُرجع هذا الرفض، حسب ذات المصادر، إلى الشكوك التي تحوم حول أهداف هذه الجمعية وتوقيت تأسيسها المتزامن مع قرار تقليص التغطية الصحية. كما عبر العديد من السائقين عن عدم ثقتهم في قدرة هذه الجمعية على الدفاع عن مصالحهم وتحقيق مطالبهم، خاصة في ظل التجربة “المريرة” مع التغطية الصحية البديلة.
هذا الوضع ينذر بتصعيد محتمل في الأيام القادمة، حيث يلوح في الأفق احتمال خروج السائقين للاحتجاج من أجل الدفاع عن حقوقهم المشروعة في التغطية الصحية ورفض أي حلول “ترقيعية” لا تضمن لهم ولعائلاتهم الحماية الاجتماعية اللازمة. ويبقى السؤال مطروحا حول كيفية تعامل الجهات المعنية مع هذا الاحتقان المتزايد في صفوف العاملين بقطاع حيوي.